تعزيز التعاون الأمني وتطوير آليات التنسيق المشترك في مواجهة التهديدات المتصاعدة استقبل عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، أمس (الثلاثاء) بالرباط، علي عبيد الظاهري، رئيس جهاز الاستخبارات الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي كان مرفوقا بوفد أمني رفيع المستوى. وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون الأمني وتطوير آليات التنسيق المشترك بين البلدين في مواجهة التهديدات المتصاعدة، وعلى رأسها الإرهاب، خاصة في منطقة الساحل والصحراء، التي تشكل تهديدا خطيرا لأمن المنطقة. وكشفت المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أن المباحثات بين الطرفين ركزت على سبل دعم الشراكة الأمنية الثنائية، من خلال تعزيز التنسيق العملياتي وتبادل المعلومات الاستخباراتية لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة المخاطر المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية في مناطق النزاع. وأولى الجانبان اهتماما خاصا بالتطورات الأمنية في القارة الإفريقية، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء، التي تشهد تناميا لافتا للأنشطة الإرهابية والجماعات المتطرفة. وتم خلال الاجتماع إجراء تقييم مشترك لطبيعة التهديدات القائمة في هذه المنطقة الحساسة، وبحث سبل تعزيز العمل الأمني المشترك، بما يكفل التصدي الفعال لتلك التهديدات التي لم تعد محصورة في نطاقها الجغرافي، بل باتت تؤثر على الأمن والسلم الدوليين. وتعكس هذه المباحثات، وفق ما أكده المصدر ذاته، إرادة قوية لدى المصالح الأمنية في كل من المغرب والإمارات لتوسيع نطاق تعاونهما الثنائي في المجال الأمني، بما يشمل آليات الوقاية، والرصد المبكر، والتدخل الاستباقي، كما يجسد هذا اللقاء إدراكا متبادلا لحجم المخاطر التي تحيط بالمنطقة، وضرورة التنسيق الوثيق لمواجهتها، انطلاقا من قناعة راسخة بأن الأمن اليوم لم يعد مسؤولية محلية فحسب، بل بات يتطلب مقاربة جماعية وشراكات إستراتيجية عابرة للحدود. وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه العالم تحولات أمنية متسارعة، تفرض على الدول تطوير أدواتها وتعزيز تعاونها لمجابهة التحديات المعقدة، وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب التي لا تعترف بالحدود، وتستغل مناطق التوتر والهشاشة للتمدد وتوسيع نفوذها. جدير بالذكر أن التنسيق الأمني بين المغرب والإمارات عرف تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، والشيء نفسه بالنسبة إلى مجموعة من الدول، سواء بالخليج أو أوربا أو أمريكا، بعد أن أظهر رجال حموشي قدرات كبيرة على مواجهة الخلايا الإرهابية، سواء داخل المغرب، من خلال تفكيك العديد من الخلايا وتجنيب المغرب حمام دم، أو من خلال تقديم مجموعة من المعلومات الاستخباراتية عن أنشطة وتحركات أفراد الخلايا الإرهابية الناشطين خارج المملكة. ياسين قطيب