أربعة ملايير لتنظيف مستشفى بمراكش

المبلغ يساوي 7 % من ميزانية تنظيف أكبر مدينة بالمغرب والعاملون يطالبون بتوفير الأدوية والأساسيات يستعد المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، لإعلانه نفسه، المستشفى المغربي صاحب أغلى ميزانية نظافة، إذ أفرج خلال الشهر الجاري، عن طلبات عروض صفقتين للتنظيف والتطهير، ستكلفان ميزانيته حوالي أربعة ملايير سنتيم في سنة واحدة، وهو المبلغ الذي يساوي 7 % من الميزانية التي تخصصها البيضاء، أكبر مدينة بالمغرب لنظافتها (57 مليار سنتيم). وأثارت الصفقتان، جدلا واسعا في صفوف العاملين بالمستشفى، الذين اطلعوا على إعلانها بذهول كبير، إذ تساءلوا باستنكار، «ما الذي تغير في مستشفيات المركز الاستشفائي الجامعي في ظرف سنة واحدة، حتى تتم مضاعفة المبلغ السنوي لصفقة النظافة، بانتقالها من مليار و900 مليون سنتيم إلى حوالي أربعة ملايير؟». وفي هذا الصدد، لم يتردد النقابي عبد الرحيم المرابط، الحارس العام بمستشفى الرازي للتخصصات التابع للمركز الجامعي، في استنكار الأمر، إذ علق، في اتصال أجرته معه «الصباح»، قائلا إن «صفقة تخصيص 4 ملايير لتنظيف مستشفيات المركز الجامعي، ضخمة بشكل غير مستساغ، إذ تفوق المبالغ التي تخصصها مراكز جامعية أكبر حجما من مركز مراكش». ولم يتقبل العاملون الصفقة، سيما، في ظل وجود حاجيات ملحة، منها، حسب الحارس العام، «افتقار مستشفيات المركز لحاجيات أساسية منذ ستة أشهر، سيما النقص الحاد في المواد والوسائل البيو-طبية، وافتقار مستعجلاته إلى أدنى الحاجيات، من قبيل الحقن وأكياس جمع عينات الدم والبول، التي يطلب من المرتفقين اقتناءها من خارج المستشفى». وسجل العاملون بالمستشفى، ملاحظات أخرى حول الصفقة رقم 02/2017، التي سيتم إبرامها في 29 دجنبر الجاري، لـ»تنظيف وتطهير المصالح والمستشفيات التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش»، بكلفة يقدرها طلب العروض بـأكثر من 32 مليون درهم، إذ يبدو أنها، ورغم مبلغها الضخم، لا تتضمن مواد التنظيف وآلياته، إنما فقط تنفيذ العملية. واستند العاملون في تلك الملاحظة، على الصفقة موضوع طلب العروض رقم 83/2016، التي أبرمت في فاتح دجنبر الجاري بمبلغ 2 مليون و383 ألف و836 درهما، من أجل «اقتناء مواد النظافة لمستشفيات الأم والطفل» التابعة للمركز الجامعي نفسه، في الوقت الذي تشير فيه الصفقة الجديدة، أنها ستخص تنظيف وتطهير كافة مصالح ومستشفيات المركز. وتنضاف الصفقة الجديدة، إلى أخرى، أعلن عنها الأسبوع الماضي، تشير فيها إدارة المركز أنها تريد قياس انبعاثات الكربون بالمؤسسة الاستشفائية، مقابل مبلغ 32 مليون سنتيم، وهي الصفقة التي اعتبرت بدورها «غريبة»، من قبل موظفي ومستخدمي المركز، إذ قالوا إن طرفة "آش خاصك آلعريان"، تنطبق عليها، سيما في ظل عدم تمكين الممرضين، حتى من القفازات. يشار إلى أن أغلب الملاحظات التي توجه للمركز الاستشفائي الجامعي بمراكش، تتعلق دائما بصفقاته، إذ يسجل النقابيون أنها تخصص لقضايا وأمور ثانوية وغير مستعجلة، مقارنة بحجم الاختلالات التي يشهدها القطاع الصحي بمراكش، ومنها الخصاص في الأدوية والمواد البيوطبية، وتعطل العديد من الأجهزة، وأزمة الأسرة بفعل الضغط الكبير عـــــــــــلى ا لطاقــــــــــة الاستيعابيـــــة، حــــــتى أن المركز صــــار يمنــــــــــــح للمرتفقين، منــــــذ يوليوز الماضي، مواعد علاج في نهاية 2017. امحمد خيي

أربعة ملايير لتنظيف مستشفى بمراكش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بقال يغتصب مختلة عقليا

موجـة البـرد تمتحـن برامـج "رعايـة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات