زين الدين: تعيين شخصية أخرى أمر ممكن

قال محمد زين الدين، الأستاذ الجامعي والباحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، إن جلالة الملك التزم بالفصل 47 من الدستور روحا ونصا، كما حرص على احترام الحيز الزمني حين استدعى عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، بعد أقل من 48 ساعة من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية، وكلفه ببدء المفاوضات لتشكيل الحكومة. وأكد زين الدين أنه خلافا للرأي السائد فإن تشكيل الحكومة، وفق المنهجية الدستورية، لا يعتبر ناجزا إلا بعد أن يتقدم الوزراء المختارون أمام الملك ويحصلون على ظهائر التعيين، ثم تنصيبهم بعد ذلك أمام مجلس النواب. وأوضح زين الدين أن الحزب الأغلبي دخل منذ تعيين بنكيران في مشاورات لتشكيل الحكومة، دون تدخل من أي جهة، خصوصا الملك الذي قال إنه ملك لكل المغاربة على قدر من المساواة، مؤكدا أنه على المستوى السياسي ينبغي على الرئيس المعين أن ينخرط في مفاوضات على أرضية توافقات نسبية، مراعاة للخصوصية السياسية المغربية ومفهوم الفاعل والخصم السياسي كما تحدث عنهم عدد من الباحثين، أي لا ينبغي إحداث قطائع كبرى ومدوية، بل يجب الحفاظ على خطوط الإمدادات السياسية وخط الرجعة، أو تبني ما يسمى عتاب الأحبة. ويبدو أن الوضع الآن، حسب محمد زين الدين، وصل إلى حالة من "البلوكاج"، بسبب تغييب إستراتيجية التوافقات النسبية، ودخل الحقل السياسي إلى حالة من الغموض، فتح النقاش على عدد من الواجهات السياسية والدستورية، وأساسا ممكنات الفصل 47. وقال زين الدين إن هذا الفصل صامت بشكل كبير عن تقديم إجابات عن إشكالات من هذا النوع، في حالة عجز الرئيس المعين عن إدارة مفاوضات مفضية إلى تشكيل حكومة، مؤكدا أن هذا الفصل لا يترك أي إمكانية للتوقع ولا يترك هامشا كبيرا للتحرك. لكن ذلك، يقول الباحث، لا يمنع فقهاء القانون الدستوري والمحكمة الدستورية في صيغتها الجديدة من الاجتهاد وإيجاد مخرج وتأويل معين ينهي حالة البلوكاج. وتوقع زين الدين 3 سيناريوهات للخروج من هذا المأزق: -إما توجه الفرقاء السياسيين إلى تليين مواقفهم وتقديم تنازلات وتوجه الحزب الأغلبي إلى التوافقات الوسطى، مع احترام منهجية التفاوض وسريته، بقيادة عبد الإله بنكيران الذي لا يبدو في نظري سينجح في هذه المهمة لعدة أسباب. -إما التوجه إلى البحث عن شخصية أخرى من داخل حزب العدالة والتنمية وتكليفها من قبل الملك لتشكيل الحكومة، وهي إمكانية يتيحها الفصل 47. أما السيناريو الثالث، وهو مستبعد لعدة اعتبارات، فهو التوجه إلى تنظيم انتخابات قبل الأوان، لن يستفيد منها في المحصلة سوى الحزب الأغلبي الحالي، وحزب الاستقلال. يوسف الساكت

زين الدين: تعيين شخصية أخرى أمر ممكن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أمريكا تتوقع حدوث هجمات إرهابية خطيرة في أوربا قريبا

يحيى: للملك حق التعيين من خارج الحزب الأول

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات