التوريث… عطب الأحزاب

الزعماء يرشحون أبناءهم وزوجاتهم وأقاربهم ضدا على التباري الديمقراطي أخفى زعماء وقادة الأحزاب ترتيب لوائح الشباب ذكورا وإناثا الأقل من 40 سنة، وكذا النساء، على المناضلين والمناضلات، حتى لا ينكشف زيف ادعائهم أنهم يطبقون الديمقراطية الداخلية. وسادت الزبونية والمحسوبية وعلاقات القرابة في ترتيب المرشحين من الرتبة الأولى إلى الرابعة، وهو الترتيب الذي يؤهل المحظوظين والمحظوظات، والذين نالوا رضا القيادة لولوج مجلس النواب بالنسبة إلى الأحزاب الثمانية التي تضمن مقاعد وتشكل فريقا نيابيا، يطلق عليها أحزاب جادة. ترشيحات القرابة تقصي المناضلين زعماء الأحزاب يتكتمون عن اللوائح الوطنية خوفا من حرب الشبيبات والنساء استشاطت قيادات الشبيبات غضبا، لأنها هي من ترافعت دفاعا عن بقاء لائحة الشباب، لتجد نفسها ساعدت أبناء وبنات القياديين على الوصول إلى مجلس النواب. ويوجد حزب الاستقلال ضمن الأحزاب الثمانية التي شهدت بدورها احتجاجات من قبل شبيبة الحزب التي انتفضت في وجه القيادة التي مارست مناورات سياسية، لوضع أبنائها في رتب متقدمة في لوائح الشباب على الخصوص، كما في السابق بالنسبة حتى إلى لائحة النساء، وهو ما يساهم في نشر العزوف من قبل الناخبين، الذين يرون الآن في مجلس النواب أنه مؤسسة مدرة للدخل شهري بـ 3.5 ملايين سنتيم لأفراد أسرة الزعماء والقادة وأصهارهم وبني عمومتهم، وقد تمنح هذه اللائحة لبعضهن أو بعضهم كرسي وزاري بـ 7 ملايين سنتيم شهريا. ولم يقبل شباب الحزب المناضلون مبررات القيادة التي أكدت أن جل زعماء الأحزاب أخفوا نشر اللوائح حتى ليلة بدء الحملة الانتخابية، كي يفرض عليهم الأمر الواقع، ولا يضطرون إلى سحب ترشيحاتهم. وفكر قادة الاستقلال أن تمنح لعبد المجيد الفاسي، نجل عباس الفاسي، الأمين العام السابق للحزب، رتبة وكيل لائحة، وهو الذي فتحت له الأبواب في كل مكان من إيجاد عمل بسرعة البرق في فترة تولي والده الوزارة الأولى، إلى تمكينه من مقعد في البرلمان دون مشاكل، يليه الشيخ نعمة ميارة، صهر حمدي ولد الرشيد، الذي وضع كل أفراد أسرته في المجالس المحلية إلى البرلمان، ونوفل شباط، نجل حميد شباط، الأمين العام للحزب، الذي سيعوض والدته فاطمة، وكذا خالد كلوش، ابن أخت القطب الاستقلالي السوسي، عبد الصمد قيوح، الذي سيعوض شقيقته زينب. ودخلت الشبيبة الاستقلالية مرحلة عصيبة من شد الحبل مع قيادة الحزب من خلال عقد "اجتماع الغضب" لمكتبها التنفيذي، الذي دعم عمر عباسي، وكيلا للائحة الشباب، ضدا على توجه القيادة الحزبية. وهددت الشبيبة الاستقلالية القيادة بالانسحاب من الانتخابات، لوجود خرق للديمقراطية الداخلية وإعادة ترتيب الشباب، بوضع أبناء القادة المركزيين والجهويين للحزب في مقدمة اللائحة عوض قيادة الشبيبة الحزبية. وأرسلت شبيبة الحزب مذكرة مفصلة إلى شباط، لإخباره بأن الاستقلاليين تملكهم غضب شديد من انتشار العنصرية والقبلية وهيمنة الأعيان على هياكل الحزب، مؤكدين أن صمته الرهيب هذا يضرب في العمق الآلية الديمقراطية الداخلية التي طبقت منذ 2003 إلى 2011، إذ أن قيادة الشباب والنساء يحتلون الرتب الأولى بغض النظر عن وزن وثقل القيادات الجهوية المتحكمة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تمت مساعدة أحد الأبناء المحظوظين، كي ينال رتبة متقدمة، من خلال تغيير تاريخ ميلاده، وشن هجوم عنصري من قبل القطب الصحراوي حمدي ولد الرشيد، الذي قال إن أهل الصحراء لا يصوتون على الحرطانين من البشرة السوداء، ولأشخاص يتحدرون من قبائل كانت ضعيفة في القرون الوسطى، مقارنة مع قبائل الأسياد، الذين كانوا يمتلكون السلطة والمال والتجارة. واعتبر عباسي تهجم قاطني الصحراء بوصفه "حرطاني"، دليل على استخدام العنصرية التي يدينها الدين الاسلامي، وحقوق الإنسان، كما هي متعارف عليها عالميا، لأن باراك أوباما، رئيس أقوى دولة في العالم، بشرته سوداء، علما أن عباسي يتحدر من إقليم زاكورة وليس من قبيلة الحراطين، إذ انتخب بجهة درعة تافيلالت . الشبيبة الاستقلالية تواجه شباط انتقدت شبيبة الحزب رفض القيادة، إخضاع لائحة الشباب والنساء للتصويت العلني في المجلس الوطني للحزب كما وقع في 2011، أو تطبيق المنهجية الديمقراطية في وضع اسم عباسي ونائبه محمد البوكيلي، على رأس لائحة شباب الحزب، ثم ترتيب اللائحة وفق الوزن الانتخابي الجهوي من العيون وأكادير وفاس. واشتعلت حرب البيانات بين قيادة الشبيبة الاستقلالية، وفروعها في مناطق الصحراء. وشن عدد من الشباب الاستقلاليين المتحدرين من الصحراء حملة مناهضة لعباسي على موقع التواصل الاجتماعي، متهمين إياه بالتطاول على الأمين العام للحزب واللجنة التنفيذية من أجل كرسي البرلمان، فيما رد بعض من شباب الحزب أن هناك نظام محاصصة طائفيا داخل الحزب، إذ لا يتم التعاطي مع اللائحة على أنها قائمة الحزب أو المناضلين، ولكن صارت غنيمة حرب. أحمد الأرقام

التوريث… عطب الأحزاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنعبدالله: شاركنا في الحكومة لمنع استفراد "بيجيدي"

انتصار التقليدانية على الحداثة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات