شيوخ السلفية … الأعيان الجدد

أحزاب تهرول خلف رئيس الحكومة بحثا عن فرسان الفتاوى في معترك الانتخابات لم تقوى الأحزاب على مقاومة إغراءات الإدارة الأمريكية، وهرولت خلف حزب رئيس الحكومة الذي أوقعها في متاهات أجندة تضغط من أجل ترشيح أعضاء التيار السلفي "الجهادي" خاصة المفرج عنهم أخيرا بعفو ملكي، متناسية أنها تراهن على فرسان بعيدين عن انتظارات المواطنين الذين لا يطلبون إلا حلولا عملية لتحسين أوضاعهم الاجتماعية. وبتوالي التجارب أطلق ترشيح "بيجيدي" للداعية السلفي حماد القباج موجة تحذيرات يعبر أصحابها عن قلقهم من أن يحلق شبح الفتاوى في قبة البرلمان المنبثق عن انتخابات أكتوبر، معتبرة أن استقطاب العدالة والتنمية لبعض رموز التيارالمذكور يكشف أنه يحمل جينات الفكر السلفي، ويظهر خضوعا لبنية أفكار وشبكة تحالفات كبرى تعكس تقليصا للمنطقة العازلة بين الشأن السياسي وفكر الشيوخ. ومع ذلك يصر عبد الإله بنكيران على تحدي توجهات الملك، خاصة خطابه الأخير لمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، الذي ربط فيه ربطا عضويا بين التطرف والإرهاب وشدد على ضرورة مواجهتهما وتجفيف منابعهما ومحاصرة الشيوخ المتطرفين. شبح الفتاوى يحلق في قبة البرلمان العسولي: "بيجيدي" يغامر باستقرار البلاد ويزج بها في مستنقع الاقتتال المذهبي أطلق ترشيح "بيجيدي" للداعية السلفي حماد القباج موجة من التحذيرات التي أعرب أصحابها عن قلقهم من أن يحلق شبح الفتاوى في قبة البرلمان المنبثق عن انتخابات أكتوبر، معتبرة أن استقطاب العدالة والتنمية لبعض رموز التيار السلفي يكشف أنه يحمل جينات الفكر السلفي، ويظهر خضوعا لبنية أفكار وشبكة تحالفات كبرى تعكس تقليصا للمنطقة العازلة بين الشأن السياسي وفكر الشيوخ. ووصفت فوزية العسولي، رئيسة فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، ترشيح الأحزاب لدعاة سلفيين فاتحة لهم طريق البرلمان بالانزلاق الخطير، الذي يهدد كل المكتسبات التي قضى المغاربة عقودا من العمل من أجل الوصول إليها، متهمة حزب العدالة والتنمية بالمغامرة باستقرار البلاد والزج بها في مستنقع الاقتتال الدائر في بعض دول الجوار. وأوضحت العسولي في تصريح ل الصباح أن الحزب الحاكم استنفد مخزونه السياسي وبدأ ينهل من رصيده الدعوي والتوجه نحو استعمال خطاب أكثر تطرفا من أجل استمالة فئات جديدة إلى معسكره، متسائلة عما إذا كانت مشاكل المغرب الكبرى ستحل بالفتاوى، اللهم إذا كانت هناك رغبة في بعث رسائل خارجية مفادها أنهم يريدون العودة بالمغرب إلى زمن البداوة وما قبل التمدن. واعتبرت رئيسة فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة أن المغرب ليس لديه بيترول يسعفه من أجل الركون إلى الفتاوى التي من شأنها أن تضرب مجهود سنوات من المضي في طريق الانتقال الديمقراطي والانفتاح الاقتصادي، فكيف نريد أن نزيد عدد السياح ونشجع المستثمرين على دخول البلاد وببرلمان يعج بالفتاوى والتحليل والتحريم. وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن خيار "بيجيدي" يدل على قدرة كبيرة على الحشد والتعبئة، يجمع المتتبعون للشأن السياسي على أن ترشيح الترشيح يفضح إصرار الحزب الحاكم على تصدر الانتخابات البرلمانية مهما كلف الثمن، ولو على حساب السلم الديني، الذي سيكون مهددا في هذه الحالة بصيغة خطيرة لإنتاج الحشد والتعبئة والغلبة الإسلاموية. وفي السياق ذاته ذهبت منظمة " ماتقيش ولدي" ومعها جمعيات من المجتمع المدني، عندما عبرت عن قلقها من "شطحات" القباج، الذي اعتبرت أنه لم يقف عند حدود الدعاية السياسية للإسلاميين، بل شمر على ساعديه للنيل من الأمهات العازبات، ومن الرائدة في مجالها عائشة الشنا، مشددة في بيان توصلت "الصباح" بنسخة منه على أن "ما يظهر حجم ما يضمره هذا الشخص من حقد على نسوة أصبحن أمهات بإرادتهن أو بغيرها، ويطول اتهامهن ومعهن ما ولدن، وتصنيفهن في الرذائل". وعبرت المنظمة المذكورة عن ازدرائها مثل هذه التصريحات ورفضها لتناقض خطاب أصحابها، خاصة عندما "بدأت جمعيات موالية تبرر أعمالا كانت من الكبائر، وتدافع عن الحريات الفردية، وتتمنى إلغاء فصول من القانون الجنائي"، في إشارة إلى فضيحة قياديي التجديد والإصلاح، رافضة تسلط شخص تكفيري على النساء ومعهن أبناؤهن، ويكرس الدعوة إلى الكراهية، التي تستوجب التصدي لشيوخها ومتابعتهم. وتنظر المنظمة للمسألة بأنها دعوة جدية لمحاربة الأمهات العازبات وأبنائهن القاصرين والاعتداء عليهن وعليهم، لذلك فهي تلتمس تدخل الجهات المسؤولة ضد تغول الداعية المذكور، محذرة من خطر اتساع دائرة مناصرين وعدائه الصريح للجمعيات المحتضنة لآلام النساء وأبنائهن. من جهته استغرب مركز الرباط، للدراسات السياسية والإستراتيجية، من لجوء الحزب الحاكم إلى ترشيح قياديين سلفيين معروفين بمواقفهم المتشددة والمتعارضة مع المثل والقيم والأخــــــــــلاق الإســـــــلامية السمحـــــــــة، من قبيل تزكية الشيخ السلفي المتطرف حماد القباج، الذي نال تزكية "بيجيدي" على رأس لائحته بمراكش، الآتي من جمعية يقودها شخص دعا إلى تزويج ذات تسع سنوات. وحذر المركز المذكور من مشاريع واقتراحات هؤلاء على مستقبل المسلسل الديمقراطي للمغرب، متسائلا عن طبيعة التشريعات المنتظرة في نواب اكتسبوا قوتهم من الأحياء المهمشة، ويفتقرون إلى الكفاءة التي تؤهلهم لأداء المهام المنوطة بممثلي الأمة، معتبرا أن الأحزاب التي راهنت في ترشيحاتها على فقهاء السلفية وقعت في خطأ قد يكلفها غاليا لأنها ستتعارض مع الإسلام المغربي وقيمه الوسطية، وداعيا الأحزاب السياسية إلى تزكية واختيار الكفاءات الوطنية والأطر، من الرجال والنساء المناسبين الذين سيمثلون الأمة داخل البرلمان، عوض الاعتماد على فصيل من السلفية، خاصة أن الفكر السلفي في المغرب غير واضح وغير منسجم. ياسين قُطيب

شيوخ السلفية … الأعيان الجدد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هرماش والرواني باتحاد الخميسات

مختصرات

مقالات ذات صلة