حذر المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، مما أسماه خطر الوصاية الإيديولوجية على حرية التعبير والإبداع المكفولة بمقتضى الدستور، و»المحاولات المتكررة والمكشوفة للحجر على فكر المغاربة ومحاصرة الفن والإبداع».واعتبر هذا الموقف أول خروج رسمي للحزب، إثر النقاش العمومي المتعلق ببعض عروض مهرجان «موازين» والمقاطع المسربة من فيلم «الزين اللي فيك» التي استحوذت على اهتمام جزء من الرأي العام الوطني.ونبه قياديو «البام»، خلال اجتماع للمكتب السياسي عقد أول أمس (الخميس) بالصخيرات، من مغبة التطاول على صلاحيات المؤسسات الدستورية المخول لها اتخاذ التدابير القانونية. وقال الحزب إن هذا النقاش ينبغي أن يبتعد عن الأحكام المسبقة، الاحتكام، عوض ذلك، إلى رأي الخبراء وأهل الاختصاص.وطالب الأصالة والمعاصرة بضرورة الارتقاء بالنقاش العمومي، بعيدا عن حملات التحريض والتهييج الانتخابوي، ونزوعات بث سموم الكراهية والعنف والتكفير، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة الانكباب على الإشكاليات السياسية والمجتمعية الحقيقية، ووضع سياسات عمومية استعجالية تجيب بالملموس عن انتظارات المغاربة في مجالات الصحة والتعليم والتشغيل، وتحفظ حقهم في العيش بحرية وكرامة وتعددية. وكانت خديجة الرويسي، عضو المكتب السياسي ورئيسة بيت الحكمة، سباقة إلى التعبير عن موقفها من الفيلم الجديد لنبيل عيوش الذي سربت لقطات منه وأثارت موجة من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت الرويسي إن ما يتعرض له «الزين اللي فيك»، يشبه الهستيريا الجماعية التي تحرض على العنف و الحقد و الكراهية. وأضافت رئيسة بيت الحكمة، في تدوينة لها على فيسبوك، إن الأعمال الفنية تقيم وفق معايير الإبداع، وليس من منطلقات أخلاقية. وتساءلت الرويسي «هل سنتعامل بالمنطق نفسه مع الأفلام التي تتعرض لجرائم القتل والإرهاب والفساد المالي؟وختمت الرويسي تدوينتها بالقول «ما دخل العدالة في كل ما يجري الآن؟ لقد فقدنا البوصلة ولا أدري إلى أين نحن سائرون»، في إشارة إلى توجه جمعيات ومحامين ومنتخبين إلى رفع دعاوى قضائية على مخرج الفيلم وأبطاله، ما رفضته المحكمة لعدم الاختصاص.من جهة أخرى، تدارس المكتب السياسي لـ»البام» جملة من القضايا التنظيمية والمستجدات السياسية والمجتمعية، وصادق على مقترحات برامج عمل المنتديات، التي تقدم بها رؤساء المنتديات ضمن عروضهم القيمة التي أعقبها نقاش مستفيض.وتوقف المكتب السياسي بالتقييم والتحليل عند محطة اللقاءات التواصلية الناجحة التي نظمها حزب الأصالة والمعاصرة بأغلب جهات المغرب، والتي استقطبت عشرات الآلاف من المواطنين من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية، وهو ما يشعر الحزب بمسؤولية مضاعفة تجاه ثقة وانتظارات المغاربة، ويدفعه إلى التجاوب الموضوعي والصادق مع تطلعات المواطنين المشروعة.وقرر المكتب السياسي مواصلة الإنصات لنبض المغربيات والمغاربة في مختلف أقاليم وجهات البلاد، من خلال وضع جدولة جديدة تضم ندوات فكرية ولقاءات تواصلية خلال شهر رمضان، كما أثنى على الأمانات الجهوية والإقليمية والمحلية، وكل مناضلات ومناضلي الحزب على التعبئة والجهد الذي بذلوه لإنجاح الملتقيات التواصلية.يوسف الساكت