28 مليارا لتأهيل المدينة الخضراء

تحولت من قاعدة عسكرية لتخزين السلاح إلى وجهة المنتزهات الطبيعية بنسليمان، عاصمة الإقليم، مدينة لها حكايات خاصة، تبدأ منذ كانت قاعدة عسكرية للفرنسيين أيام الاستعمار، إذ أطلقوا عليها تسمية "بولو" ليحولها السكان بلكنتهم الدارجة، فتصبح "كانبولو"، ثم بعد الاستعمار، اعتمدها الجيش لتكون قاعدة خاصة، وحامية للقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة، وحاضنة لأكبر خزان للأسلحة والعتاد العسكري، وهو ما حوّل المنطقة إلى مدينة تعج بالعسكريين، لتتحول مدينة الولي الصالح محمد بنسليمان إلى منطقة يلقبها زوارها وسكانها بـ "القشلة". زارها الملك الراحل الحسن الثاني، ومارس بها رياضة الغولف داخل "الغولف الملكي المنزه"، ووقف على جودة مناخها، وأمر بجعلها مدينة خضراء، وأسماها "بنسليمان المدينة الخضراء"، وهكذا تحولت من قاعدة لتخزين السلاح إلى منبع هواء صاف نقي يقصده الزائر ليرتاح. الرحلة من الدار البيضاء، أو الرباط إلى بنسليمان، لا تستغرق سوى 45 دقيقة عبر الطريق السيار، يستمتع أثناءها الزائر بغابات ممتدة على مساحات شاسعة، والأكيد أن مدخلها الرئيسي يأسر الانتباه لما يميزه من روعة وجمالية شلاله ونافورته وحدائقه. هي مدينة تتميز بمنتزهاتها الطبيعية المتعددة التي تضفي عليها طابعا خاصا، إذ تضم ما يقارب 38 فضاء أخضر، وتوفر 65 مترا مربعا من المساحات الخضراء لكل مواطن. مدينة صغيرة توفر خدمات لأزيد من 240 ألفا من سكان الإقليم، الذين يترددون عليها لقضاء أغراض إدارية واجتماعية وخدماتية وقضائية.أوضح خليل الداهي، رئيس الجماعة الحضرية لبنسليمان، أن المجلس البلدي، وبتدخل من سلطة الإقليمية، ومجموعة من المتدخلين، رصدوا لعملية التأهيل الحضري مبلغ 286 مليون درهم، مع شركاء أساسيين، ضمنهم وزارة الداخلية، ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، ووزارة الشباب والرياضة، والمكتب الوطني للكهرباء والماء، وجهة الشاوية ورديغة، والمجلس الإقليمي، وشركاء آخرين. ويهدف مشروع تأهيل المدينة إلى إعادة تهيئة المداخل الرئيسية وبعض الشوارع، وإعادة تهيئة الساحات بالمركز الحضري، وإحداث ساحات أخرى، وتأهيل بعض الأحياء، وتخفيف الضغط والازدحام على الشارع الرئيسي للمدينة وترقيته، وإحداث المرافق الثقافية، وتقوية العرض من السكن عبر إنجاز برنامج للسكن المنخفض التكلفة، وإحداث وتدعيم البنيات السوسيو رياضية وتربوية، وبناء وتهيئة ملاعب رياضية وأخرى للقرب، وإحداث مرافق صحية، وإحداث مراكز للتكوين، وإحداث منطقة وتجهيزات ذات بعد اقتصادي، وتقوية البنيات السياحية، وتقوية البنيات التحتية بالأحياء المحاذية.وأضاف الداهي أن الأوراش التي شهدتها المدينة، جعلها تغري بالاستثمار في مشاريع، أساسها الحفاظ على البيئة وباستثمارات هامة. تأهيل المحطة الطرقية ركز تأهيل عاصمة الإقليم في المجال البيئي على مجموعة من المشاريع، منها تهيئة المناطق الخضراء، وخلق مناطق جديدة، بالإضافة إلى تهيئة البنية التحتية لتطهير السائل، بنسبة 80 في المائة. كما تم تفويض قطاع النظافة بالمدينة إلى شركة خاصة. كما تم إنجاز كل من المرصد الجهوي للبيئة والمختبر الوطني للبيئة، مع إبرام شراكات من أجل تهيئة المحيط الغابوي للمدينة. وفي المجال الرياضي، تم إنجاز مجموعة من المشاريع، مثل القاعة المغطاة بغلاف مالي بلغ 9,5 ملايين درهم، وملعبين للقرب وآخر في طور الإنجاز، وإنجاز المركب الرياضي الحي الحسني، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وفي المجال السياحي، ركزت الجماعة على تخصيص مناطق لإنجاز مشاريع سياحية من بينها الكولف الذي سيعرف إنجاز مجموعة من الفنادق تشجيعا للسياحة الداخلية والبيئية. كما عرفت خلال السنتين الأخيرتين، عقد مجموعة من اللقاءات من أجل إنجاز مشاريع جماعية تقدم ها مجموعة من المستثمرين من اجل خلق جامعات دولية بالمدينة. ومن بين الشركاء الذين ابدوا رغبة في الاستثمار بالمدينة، جامعة السوربون الفرنسية،وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. ويترقب أن تشهد المدينة مشاريع كبرى من بينها إعادة تأهيل المحطة الطرقية بغلاف مالي بلغ 10 ملايين درهم، وتهيئة السوق المركزي بمبلغ 14 مليون درهم، والمركب الثقافي بمبلغ 18 مليون درهم، وتثنية الطريق الرابطة بين بنسليمان وبوزنيقة، بمبلغ 80 مليون درهم، والمسبح النصف أولمبي بمبلغ 19 مليون درهم.

28 مليارا لتأهيل المدينة الخضراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لقجع يتكتم عن ممثليه في العصبة

الإصابة تحرم الأسود من لبيض وبوفال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات