المهرجان الأكثر شعبية في المغرب يفجر نقاشا حادا بين مؤيديه ومعارضيه أعادت تصريحات قياديين من حزب العدالة والتنمية، لأكثر مناسبة خلال الأسبوع الجاري، حول مهرجان "موازين"، النقاش الذي يتجدد كل سنة حول هذه التظاهرة الفنية وجدوى تنظيمها إلى الواجهة. المناسبة الأولى كانت عبر سؤال وجهه الفريق النيابي لـ"بيجيدي" إلى رئيس الحكومة بخصوص الإجراءات التي سيتم اعتمادها لضمان "الحكامة الجيدة" في ما يخص تنظيم المهرجانات الفنية، بما فيها "موازين"، في الوقت الذي وجه عزيز الرباح، وزير النقل والتجهيز، انتقادات لاذعة للمهرجان بخصوص توقيته والأزياء التي يرتديها بعض الفنانين الذين تتم استضافتهم. البعض رأى أن هذه التصريحات تشكل تراجعا في موقف الحزب من المهرجان عما كان عليه الأمر عندما كان في المعارضة، حين كان له موقف جذري بخصوص تنظيمه، تحول إلى مجرد انتقادات سطحية تهم التوقيت ومظهر الفنانين، في حين يرى آخرون أن موقف الحزب لم يتغير، وأن الأدوار بخصوص "موازين" وغيره من المهرجانات موزعة بين قياديي "بيجيدي" وجناحه الدعوي. ومن أجل هذا استقت "الصباح" آراء متباينة حول هذا الموضوع الذي يعيد النقاش بين أكثر من تيار حول الموقف من التظاهرات الفنية.ع . م أحرار: المغاربة يعشقون الحياة قالت الفنانة لطيفة أحرار، إن تنظيم المغرب لمهرجان موازين ذي الصيت العالمي ليس فقط من أجل تنظيم تظاهرة فنية، وإنما من أجل أن يسوق المغرب سياسيا، باعتباره بلدا مستقرا ويحتضن جميع الحساسيات الثقافية، إذ يمكن أن يستقطب عشاق الفنان إلتون جون مثل ما يمكن أن يستقطب عشاق سامي يوسف."المغاربة شعب باغي الحياة" تقول لطيفة أحرار في تصريح ل"الصباح" بشأن ما جاء على لسان عزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل بشأن تنظيم مهرجان موازين ومشاركة فنانات يرتدين ملابس عارية خلال فعالياته.وأوضحت لطيفة أحرار أن مهرجان موازين استطاع فرض مكانه وله سمعته وكذلك الفنانون الذين يحلون ضيوفا عليه، لا يمكن أن يقال لأي واحد منهم أن يغير لباسه مادام ذلك يدخل ضمن حريته الشخصية.واسترسلت لطيفة أحرار أن أي فنان يحل بالمغرب لا يتوانى عن معرفة مجموعة من المعلومات في ما يخص مدى انفتاحه، مشيرة إلى أنه لو كان العكس فلن يقبل أي فنان بإحياء حفل في المغرب.واعتبرت لطيفة أحرار أن تصريحات عزيز الرباح ستجعل ليس فقط الفنانين المشاركين في موازين، بل الأجانب بشكل عام، يخافون دخول المغرب، مضيفة "حشومة حتى إيران ما كديرش هاذ الشي"."أتمنى من وزير التجهيز والنقل أن يرى الناس الذين يذهبون لمشاهدة نجوم موازين، وإن كان أي واحد منهم سبق أن طالب نجما ما يرتدي ملابس شبه عارية بالنزول من المنصة"، تقول أحرار، حينها يمكن أن يقول عزيز الرباح "أنا في مغرب آخر".وترى لطيفة أحرار أن حديث عزيز الرباح عن طريقة لباس فنانات بمهرجان موازين لا ينبغي أن يكون نوعا من الوصاية، مؤكدة أن الناس لهم اختيارات في صناديق الاقتراع مثلما لهم اختيارات شخصية في مجالات أخرى، إلى جانب أن السياسي ينبغي أن يكون مخاطبا للجميع ويسايس بينهم وليس أن يفرض آراءه عليهم. ويبقى الفرق بين المغاربة وباقي الشعوب، حسب لطيفة أحرار، أن الشعوب تؤمن بالفرد قوة اقتراحية بينما نحن نعتبر الجماعة أقوى. وتعتبر لطيفة أحرار أن مهرجان موازين يسافر بالمغاربة الذين ليست لديهم فرصة للسفر، وذلك من أجل اكتشاف ثقافة الآخرين التي تشمل الأكل والنوم وطريقة الحكي واللباس، الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من ثقافة الآخر.وفي ما يخص الأجور الباهظة والميزانية الضخمة لموازين التي تحدث عنها عزيز الرباح في أحد تصريحاته، قالت لطيفة أحرار إن تقاضي الفنانين الأجانب أجورا مرتفعة لأن لديهم قوانين تحميهم، داعية عزيز الرباح بدلا من فتح نقاش "عري" فناني موازين، إلى التفكير في مناقشة قوانين تحمي الفنانين المغاربة وتعطيهم فرصة يضمنون بها عيشا كريما بدلا من أن "يخزز البعض في السبيطار حتى يموت" على حد قولها. أفتاتي: العري في "موازين" استفزاز وصف عبد العزيز أفتاتي، قيادي بحزب العدالة والتنمية إحياء فنانات أجنبيات في مهرجان موازين لحفلات يرتدين فيها ملابس شبه عارية ب"الاستفزاز".وقال عبد العزيز أفتاتي في تصريح ل"الصباح" إنه لا ينبغي أن يفرضوا أذواقهم على عموم الناس، انطلاقا من أن كل واحد ينبغي أن يحترم ثقافة الآخر"."ثقافة المغاربة واضحة وإلى حين يغيروا ثقافتهم سيكون كلام آخر"، يقول أفتاتي، مضيفا "لا أظن أن الناس يختلفون في ما يخص المحافظة على القيم بالمفهوم الإيجابي، لكن الدولة تعتبر محافظة بطريقة سلبية".واسترسل عبد العزيز أفتاتي قائلا إن "رأي الناس بشأن موضوع "العري" عند بعض فنانات موازين واضح ولا يحتاج إلى تجديد، كما أنه لا ينبغي أن يفرضوا أذواقهم على عموم الناس".وأكد عبد العزيز أفتاتي أن حزب العدالة والتنمية ليس له موقف خاص من تنظيم مهرجان موازين، وإنما يتعلق الأمر بموقف شائع وغالب في النقاش المجتمعي، والذي يقول بضرورة مراعاة تنظيم المهرجانات في الأوقات المناسبة من بينها عدم تزامنها مع فترة التحضير لاجتياز الامتحانات.وفي ما يخص الميزانية الضخمة المخصصة لمهرجان موازين وأيضا مهرجانات أخرى، أوضح أفتاتي أنه لا ينبغي أن يتم الإنفاق بدون حساب، مادامت هناك أولويات أخرى من الواجب أخذها بعين الاعتبار.وأضاف أفتاتي أن الدولة العميقة خلقت جمعيات وعبأت لها في "مطابخها" أموالا رصدت من أجل تنظيم مهرجانات عديدة، الأمر الذي قال بشأنه إنه صفحة من الضروري طيها، داعيا في التصريح ذاته إلى ضرورة إنهاء "المسخرة التي لها علاقة بالعهد البائد للدولة العميقة"."لا يجب أن نغطي الشمس بالغربال، فالمهرجانات كان أغلبها ينظم بإكراه القطاع الخاص وفي أوقات مفروضة وبأذواق مفروضة، لذلك فهذه صفحة ينبغي أن نطويها".واسترسل أفتاتي أن المجالس والجهات والجماعات بدورها تنظم مهرجانات، وفقط ما ينبغي مراعاته هو "أن تكون الميزانية المرصودة معقولة والفقرات الفنية معقولة وأن تراعي الأذواق وحضور التعددية". أمينة كندي
