واقع الصحة بلغة الأرقام

خصاص في الموارد البشرية والبنيات التحتية وتحسن في بعض المؤشرات كشفت المندوبية السامية للتخطيط النسخة الجديدة للمؤشرات الاجتماعية للمغرب، التي تقدم مجموعة من المعطيات الإحصائية حول القطاعات الاجتماعية. وتتعلق هذه الإحصائيات بالسكان والأسرة والشغل والبطالة والتعليم والتربية والتكوين والصحة والسكن وظروف الإسكان، والنمو والدخل ومستوى عيش الأسر، والثقافة والترفيه. تقدم "الصباح" المعطيات التي تضمنتها هذه النسخة المتعلقة بالقطاع الصحي، بالنظر إلى التحديات المطروحة على المغرب في هذا المجال، خاصة ما يتعلق بتعميم التغطية الصحية، وما يتطلبه ذلك من إمكانيات وموارد بشرية وتجهيزات لتغطية الاحتياجات، ما سيمكن من معرفة مدى توفر المغرب على الشروط المطلوبة لإنجاح هذا الورش المجتمعي. عبد الواحد كنفاوي كثافة طبية دون المعايير الدولية يظل المغرب بعيدا كل البعد عن المعيار الدولي المتعلق بالكثافة الطبية، ينص على ضرورة توفير 4.45 أطباء لكل ألف نسمة، لضمان توفير الخدمة الطبية المطلوبة للمواطنين، ولا تتجاوز الكثافة الطبية في المغرب 7.6 أطباء لكل عشرة آلاف نسمة، حسب معطيات المندوبية السامية للتخطيط الخاصة بـ 2022، ما يعني أقل من طبيب لكل ألف مواطن، أي يتعين مضاعفة عدد الأطباء بأكثر من أربعة أضعاف العدد الحالي للوصول إلى المعيار الدولي، المحدد من قبل منظمة الصحة العالمية. وأشارت المندوبية السامية للتخطيط، في ما يتعلق بالعرض الصحي والبنية التحتية، إلى أن عدد مؤسسات العلاجات الأساس عرفت ارتفاعا ما بين 2020 و 2022، إذ انتقلت من 2935 وحدة إلى 3015، في حين انتقلت المؤسسات الاستشفائية من 162 وحدة إلى 170، خلال الفترة ذاتها، ما يتيح طاقة استيعابية نظرية في حدود 27 ألفا و 401 سرير، مع متم 2022، مقابل 26 ألفا و 926 سريرا سنتين من قبل. الأسر تتحمل 60 في المائة من التكاليف أفادت المندوبية السامية للتخطيط أن معدل التغطية الصحية وصل، مع متم 2020، 70 في المائة من السكان، مشيرة إلى أن عدد المستفيدين من التأمين الإجباري على المرض شمل، خلال 2021، 11.6 مليون مستفيد، وبإضافة المستفيدين السابقين من نظام المساعدة الطبية، فإن ما لا يقل عن 22 مليون شخص سيتوفرون على التأمين الأساسي عن المرض. وأشارت المندوبية إلى أن الكلفة الإجمالية لتعميم التغطية الصحية تصل إلى 51 مليار درهم، 14 مليارا منها مخصصة لتعميم التأمين الإجباري عن المرض. وسجلت المندوبية التحسن المسجل في ميزانية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، التي انتقلت من 13.1 مليار درهم، خلال 2015، إلى 19.77 مليارا في 2021، لتنتقل خلال 2022 إلى 23 مليارا و546 مليون درهم، ما يمثل زيادة بقيمة 10 ملايير درهم خلال سبع سنوات. لكن رغم هذا التحسن، فإن الأسر تتحمل حوالي 60 في المائة من النفقات الإجمالية على الصحة. الولادة...وفيات بنسبة 35 في المائة سجلت المندوبية السامية للتخطيط تراجعا ملحوظا في وفيات الأمهات، بفضل تحسن التغطية، في ما يتعلق بالخدمات العلاجية قبل الولادة المقدمة للنساء، وكذا تلك المرتبطة بالمساعدة على الولادة، من قبل الموارد البشرية الطبية المؤهلة في مؤسسات مراقبة. وأكدت المندوبية السامية أن وفيات الأم عند الولادة تقلصت إلى 35 في المائة، إذ تراجعت من 112 وفاة للأم بالنسبة إلى كل 100 ألف ولادة إلى 72.6. ويظل المعدل مرتفعا بالوسط القروي، إذ يتجاوز111 وفاة لكل 100 ألف مولود جديد، مقابل 44.6 في المدن. وسجلت المندوبية، أيضا، تحسنا في معدل النساء اللائي يزرن الطبيب، خلال مرحلة الحمل، إذ انتقل هذا المعدل من 77.1 في المائة إلى 88.5 في المائة على الصعيد الوطني، ومن 91.6 في المائة إلى 95.6 في المائة بالمدن ومن 62.7 إلى 79.6 في المائة بالوسط القروي، الذي يتطلب بذل مجهودات كبرى لفائدته لتقليص الهوة مع الوسط الحضري. وانتقلت نسبة الولادات التي تمت بمساعدة موارد بشرية مؤهلة من 73.6 في المائة إلى 86.6 على الصعيد الوطني، ومن 92.1 في المائة إلى 96.6 بالمدن، ومن 55 في المائة إلى 74.2 بالبوادي. واعتبرت المندوبية السامية للتخطيط أنه رغم التحسن المسجل في هذا الجانب بالوسط الحضري، فإن الفارق مع المدن ما يزال كبيرا، إذ يتجاوز 20 نقطة مائوية. ويتضح أنه يتعين تعبئة موارد وإمكانيات مهمة من أجل تأهيل العرض الصحي على الصعيد الوطني، بوجه عام، والوسط القروي على وجه الخصوص. طبيب نفسي لـ 158 ألف نسمة أفادت المعطيات التي كشفتها المندوبية السامية للتخطيط أن إجمالي الموارد البشرية التي تعمل في قطاع الصحة العقلية لا يتجاوز في المجمل 1990، منهم 227 طبيبا نفسيا، بمعدل طبيب لأزيد من 158 ألف نسمة، أي أقل من طبيب لـ 100 ألف نسمة (0.6)، و1385 ممرضا و378 مساعدا اجتماعيا، يعملون في 35 مصلحة للطب النفسي في عشر مستشفيات موزعة بين تسعة أقاليم. وأشارت المندوبية، بهذا الصدد، إلى أن معدل الوفيات بالانتحار وصل إلى 7.2 لكل 100 ألف نسمة، وينخفض المعدل في صفوف النساء إلى 4.7، مقابل 9.7 لدى الرجال، وفق المعطيات التي استقتها المندوبية من منظمة الصحة العالمية. وسجل المغرب ما بين 2016 و2020، وفاة 1104 أشخاص بسبب الانتحار، وتدخلت السلطات، خلال 2020، لمنع 1719 حالة انتحار. 11.3 في المائة مدخنون تصل نسبة المدخنين الدائمين أو العرضيين إلى 11.3 في المائة من العدد الإجمالي للسكان، وترتفع النسبة في صفوف سكان الوسط الحضري، إذ تصل إلى 11.6 في المائة، مقابل 10.8 في المائة في صفوف القرويين. وتسجل أعلى النسب لدى الرجال، إذ أن 21.9 في المائة منهم مدخنون مقابل 1 في المائة، فقط، في صفوف النساء. وتسجل جهة الداخلة واد الذهب أعلى نسبة مدخنين، حيث تصل النسبة بها إلى 16.4 في المائة، تليها الرباط وسلا القنيطرة بنسبة 13.6 في المائة، ثم العيون الساقية الحمراء، التي يعتبر 13.1 في المائة من سكانها مدخنين. أمراض القلب والشرايين أكدت المندوبية السامية للتخطيط أن أمراض القلب والشرايين تعد السبب الرئيسي للوفيات بنسبة 20.8 في المائة على الصعيد الوطني، وترتفع النسبة إلى 21.2 في المائة في صفوف النساء، مقابل 20.6 في المائة لدى الرجال. وتأتي الأورام في الرتبة الثانية بنسبة 11.4 في المائة، علما أنها تمثل السبب الرئيسي في وفيات النساء في سن الولادة، اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 سنة و46، بنسبة 19.7 في المائة. صحة الأطفال...تحسن نسبي سجلت المندوبية السامية للتخطيط تراجع الوفيات في صفوف حديثي الولادة والأطفال، خاصة في صفوف الذكور والقرويين، بفعل تحسن إمكانيات الولوج إلى الخدمات الصحية لفائدة الأم والأطفال. لكن رغم هذا التحسن ما يزال هناك فارق حسب مكان الإقامة، كما أن الأزمة الصحية الناتجة عن "كوفيد 19" حدت من الولوج إلى الخدمات الصحية. وأبانت المعطيات التي كشفت عنها المندوبية، أن معدل الوفيات في صفوف المواليد الجدد تراجعت، على الصعيد الوطني، من 21.7 في المائة إلى 13.6، وانخفضت النسبة بالوسط الحضري من 18.3 في المائة إلى 11.2، ومن 24.7 في المائة إلى 16.3. وتراجعت نسبة الوفيات لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، على الصعيد الوطني، من 30.5 في المائة إلى 22.2، وانخفضت النسبة في المدن من 25.4 في المائة إلى 18.8، ومن 35 في المائة إلى 26 بالوسط القروي.

إشتراك سنوي (الجريدة الورقية + الموقع الالكتروني)

واقع الصحة بلغة الأرقام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المواقف الصعبة... اختيار للأزواج

تحذيرات من تطبيقات "الحمل"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات