باحثون دوليون رصدوا قوة المخابرات وإسهاماتها في الوقاية من الإرهاب العالمي شكل تفكيك أزيد من 130 خلية إرهابية منذ أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية التي هزت المغرب، إحدى أهم نقاط قوة عبد اللطيف الحموشي، ما مكن من تفادي السقوط في حمامات دم كانت الخلايا الإرهابية تعتزم أن تجر البلد إليها.عدد الخلايا المفككة وعدم اقتراف أعمال إرهابية مند 2003، باستثناء أحداث حي الفرح التي أجهضت في مهدها، يشهد على قوة المخابرات المغربية داخليا، غير أن جانبا آخر من عمل هذا الجهاز، وهو الذي ساعد في سطوع نجم الرجل الأول في المخابرات وإسناد مهمة جديدة إليه تتمثل في تعيينه مديرا عاما للأمن الوطني، غير أن للمخابرات المغربية إسهامات خارجية في الحرب على الإرهاب، عددها باحثون دوليون ضمن الفريق الدولي للدراسات العابرة للأقاليم والأقاليم الصاعدة من خلال "الكتاب الأبيض عن الإرهاب في المغرب"، وكشفوا من خلاله على أن المغرب من خلال سياسته العامة وسياسة مخابراته لم يفصل في حربه بين ما هو داخلي صرف يشمل حماية الأمن وصون الاستقرار أو التصدي للمخططات التخريبية، وبين ما هو خارجي يهم مجالات التعاون الدولي في نطاق التنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات وتفعيل الرؤية الاستباقية التي أثبتت نجاعتها. واعتبر الباحثون أن إسهام المغرب كان حاسما في إحباط الكثير من الأعمال الإرهابية على المسرح الدولي، ولفتت المعطيات الغزيرة التي لم يبخل بها المغرب في إطار إفشال وإجهاض الأعمال الإرهابية قبل دخولها حيز التنفيذ، إلى أنها كانت أقوى أجراس الإنذار التي تصدر من الرباط ويتردد صداها في العواصم الدولية من واشنطن إلى باريس ومن اسبانيا إلى الرباط ومن تونس إلى الدول الإسكندنافية.وعدد الكتاب العديد من الأمثلة عن إسهامات المغرب في محاربة الإرهاب على الصعيد الدولي، من بينها تقديم معلومات إلى الولايات المتحدة الأمريكية عقب أحداث 2001 ساعدت في اعتقال الفرنسي المغربي زكرياء الموساوي والبريطاني ريتشارد ريد وبحوزته متفجرات ما اعتبر حينها صيدا ثمينا، في فترة سيطرت فيها الدهشة والترقب، كما تزودت المصالح الأمريكية بمعلومات ميدانية هامة حول الشبكات العراقية المفككة في المغرب ما قاد إلى اعتقال مئات المقاتلين.وذكر الكتاب بمظاهر التعاون والحدس الاستباقيين في إجهاض مشاريع الفرنسي الذي اعتنق الإسلام روبير ريشار بيير انطوان التي كانت تستهدف تخريب منشآت حيوية في فرنسا، ومساعدة المغرب لكل من بلجيكا وإيطاليا واسبانيا وهولندا والسويد والدنمارك والمملكة العربية السعودية والكويت وموريتانيا في تفكيك العديد من الخلايا.وخلص الكتاب إلى أن قوة المخابرات المغربية تكمن في توجيهها لضربات استباقية إلى الخلايا الإرهابية، من خلال قدرتها الكبيرة على امتلاك المعلومة، وكذا تعاونها مع باقي الدول مع التركيز على نقطة ضعف في هذا التعاون تتمثل في الحساسية الزائدة لدى الجارة الجزائر وخلطها ما بين ما هو سياسي وما هو أمني.الصديق بوكزول