إستراتيجية أمنية متذبذبة

سرقة سيارة فارهة وسط العاصمة وتزايد حالات الانتحار في صفوف الأمنيين تزامن إعفاء بوشعيب ارميل المدير العام للأمن الوطني، مع سرقة سيارة فارهة، والتي أطاحت في وقت سابق برئيس المنطقة الأمنية الثانية حسان-أكدال-الرياض ورئيس الهيأة الحضرية بالمنطقة ذاتها ورئيس كتابته الخاصة ومسؤول بقاعة المواصلات، إلى جانب رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن العاصمة الإدارية، والذي جرى تعويضه برئيس الشرطة القضائية لولاية أمن الغرب اشراردة بني احسن.وحسب آراء استقتها "الصباح" من مسؤولين أمنيين بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، تزامنا مع احتفالات الذكرى التاسعة والخمسين لتأسيس أسرة الأمن الوطني، ربطت مجمع التخمينات الإعفاء بعدم الرضى عن المدير العام السابق، في مجوعة من المهام المسنودة إليه، وأيضا حول حادث سرقة السيارة الفارهة، وعدم إيقاف المتورطين في الهجوم بأسلحة بيضاء على فتاتين كانتا بها، أثناء طلبهما النجدة بشارع النخيل بحي الرياض، في الوقت الذي لم تكن فيه المنطقة معززة بدوريات للأمن العمومي رغم وجود مؤسسات عمومية كبرى وفيلات مسؤولين سامين. واستنادا إلى المعلومات التي حصلت عليها "الصباح"، أظهرت الأبحاث أنه رغم توجه عناصر الدائرة الأمنية الثالثة أكدال، التي كانت مدوامة بالمنطقة الأمنية الثانية، لم يتم إيقاف المتورطين فور وقوع الحادثة، ما دفع بالمديرية العامة للأمن الوطني إلى اتخاذ إجراءات استباقية همت توقيف المسؤوليين الأمنيين الخمسة عن مهامهم في انتظار عرضهم على المجلس التأديبي للنظر في التقصير الأمني الذي حصل في التاسع من ماي الجاري.وفي سياق متصل، لم يستبعد مسؤولون أمنيون من أن يكون الضغط الذي عاشه رجال الشرطة منذ تولي ارميل المسؤولية سنة 2012، من الأسباب الأخرى التي عجلت بإعفائه من مهامه، بعدما شهدت فترته أحداثا مآساوية غير مسبوقة في تاريخ الجهاز، أبرزها قتل شرطي بمفوضية أمن مشرع بلقصيري لثلاثة من زملائه في المهنة بسلاحه الوظيفي إلى جانب قتل مفتش شرطة ممتاز بالقنيطرة هو الآخر لزوجته وصهريه، وتنامي حالات الانتحار في صفوف العاملين بالأمن الوطني ما أثر سلبيا على صورة الجهاز، رغم ما قام به المدير العام السابق من إجراءات فورية في إحداث خلايا للطب النفسي على مستوى ولايات الأمن، وسن إجراءات جديدة في محاربة الجريمة بعد ظهور ما يصطلح عليها بظاهرة "التشرميل".وفي الوقت الذي تحدث فيه مسؤولون أمنيون من أن النقطة التي أفاضت الكأس هي سرقة السيارة الفارهة والضغظ الذي مارسه المدير العام السابق على موظفيه، اعتبر آخرون أن ارميل كان مرشحا برغبة منه لمغادرة المديرية العامة للأمن الوطني بسبب معاناته مع مرض القصور الكلوي في السنوات الأخيرة.إلى ذلك، ينتظر الرأي العام الوطني طبيعة الوصفات الأمنية التي سيحدثها المدير العام الجديد في محاربة الجريمة وإعطاء نفس جديد للأمن العمومي وإعادة الثقة للجهاز الأمني.عبد الحليم لعريبي

إستراتيجية أمنية متذبذبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

16 ماي... ذكرى سيئة

"بسيج" تتدخل في "القرقوبي" والعصابات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات