16 ماي… ذكرى سيئة

تاريخ إعفائه من ولاية أمن البيضاء في 2003 وتزامنت مع خروجه من المديرية العامة في 2015 لم يكن بوشعيب ارميل، المدير العام للأمن الوطني، يؤمن أن تاريخ 16 ماي فألا غير سار بالنسبة إليه، وأن بعض التواريخ والأرقام، يتخذها البشر، أياما لسوء الحظ، ولم يدر أن تاريخ خروجه من ولاية أمن البيضاء، الذي تزامن مع تفجيرات العاصمة الاقتصادية في 16 ماي 2003، في خمسة مواقع دفعة واحدة، وهو الحدث الذي هز حينها شعور المغاربة، وأدركوا أن متربصين بأمنهم، تحينوا الفرصة واستغلوا انشغالات المسؤولين الأمنيين بالإعداد للاحتفالات بذكرى تأسيس الأمن الوطني، لينفذوا جرائمهم البغيضة ضد الأبرياء، وهو الحادث الذي كان له وقع خاص، وأسفر عن مجموعة من القرارات، من بينها إلحاق ارميل بتاوريرت دون مهمة، وتعيين أحمد عبروق، واليا للأمن بدله.غادر ارميل ولاية أمن البيضاء التي عين بها سنة 2000، وظل في تاوريرت بسبب العقوبة التي أنزلها عليه المدير العام للأمن الوطني آنذاك، حفيظ بنهاشم، قبل أن يلتحق بعد ذلك بالإدارة العامة للأمن الوطني مديرا للأمن العمومي، تزامنا مع تقاعد محمد كرومي، الذي أحيل على المعاش، بعد أن كان يشغل المنصب نفسه، ثم كلف بمهمة منسق للمصالح المركزية سنة 2005، وفي 2006 عين واليا للأمن بمدينة العيون، ليحال على التقاعد. كان بوشعيب ارميل قبل أن يلتحق بسلك الأمن الوطني يمارس التعليم بفاس، وبعد دنو إحالته على التقاعد ظل يبحث لنفسه عن مكان للعودة إلى التعليم بين أساتذة الجامعة، سيما أنه حصل في 2004 على دكتوراه دولة من جامعة محمد بن عبد الله بفاس في موضوع الجريمة المعلوماتية بالمغرب، لكن مسعاه لم يتحقق بعد المناداة عليه، ليعود من جديد إلى ممارسة مهام أخرى غير محصورة في الجانب الأمني بعد تعيينه في 2010 عاملا على عمالة مديونة، وشغل المنصب إلى أن جاء يوم 7 فبراير 2012، حيث حظي باستقبال ملكي بالقصر، ليعينه جلالته مديرا عاما للأمن الوطني، باقتراح من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، خلفا للشرقي اضريس الذي عين في منصب الوزير المنتدب في الداخلية.خلال مساره مديرا عاما للأمن الوطني، سجل ركود في ما يتعلق بتنزيل القوانين، كما عرفت الترقيات استياء من قبل المعنيين بها الذين يستحقونها، إذ لم تنسجم مع قانون رجال ونساء الشرطة، الذي حددها أوتوماتيكيا بتوفر الشروط، كما ارتفعت الجريمة العلنية، بظهور "التشرميل" وغيرها من جرائم الشارع، كما أبانت سياسته عجزا في تدبير الشأن الأمني وتوجيهه إلى الأولويات، إذ زاد من إفراغ الدوائر الأمنية سيما بالبيضاء، وتكليف الضباط وباقي العناصر بالتجول في الأزقة لتسجيل المخالفات على أصحاب السيارات المركونة في الصف الثاني أو الوقوف المعيب، وهو ساهم في إرهاق رجال الأمن، سيما أن المجال نفسه مخصص لفرق السير والجولان. تراكمت إذن أسباب عديدة، إلى أن حلت الذكرى 59 لتأسيس الأمن الوطني، والتي تزامنت مع التاريخ نفسه الذي غادر فيه ولاية أمن البيضاء، ليعين جلالة الملك يوما قبل 16 ماي الحالي مديرا عاما جديدا للأمن الوطني.المصطفى صفر

16 ماي… ذكرى سيئة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التواصل مع الصحافة... نقطة سوداء

إستراتيجية أمنية متذبذبة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات