التواصل مع الصحافة… نقطة سوداء

أجهز على ما حققه الشرقي اضريس من مكتسبات وآمال لتصحيح المسار مع المدير الجديد حينما عين بوشعيب ارميل على رأس المديرية العامة للأمن الوطني كانت أولى وصاياه، "اقطيع الما والضو على الصحافة"، والتعامل بحذر مع الصحافيين وحث المسؤولين على توجيه تعليمات لمرؤوسيهم ومطالبتهم بعدم التعامل مع الصحافيين، أو الإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم، وفي حال ما اضطروا إلى ذلك يجب ان تكون المعلومات شحيحة وأن لا تتعدى رؤوس الأقلام.تغير أسلوب تواصل رجال الأمن في التعامل مع الصحافيين، وأصبحت الكلمة الجاهزة لدى بعضهم حين ربط الاتصال به للاستفسار عن موضوع ما، "خويا راه كاينة تعليمات من الفوق باش ما نتعاملوش مع الصحافة"، دون أن يضيف أي كلمة، ليبقى الخبر معلقا، في ما اعتبر البعض من رجال الأمن أن مثل هذه الطريقة لن تجدي نفعا، وواصلوا الانفتاح على الصحافة التي كان ابتدأها الشرقي اضريس حينما كان مديرا عاما للأمن الوطني، إذ اتسم عهده بالانفتاح على الصحافة وساير التطور الذي عرفته البلد، ونجح في رسم صورة إيجابية عن الأمن من خلال الشفافية والانفتاح الذي نهجه، قبل أن يعيد ارميل الأمور إلى الوراء، ويجهز على ما تحقق من مكتسبات في عهد سابقه. الدستور ضمن الحق في المعلومة، وعلى المسؤولين أن يسايروا هذا التوجه، وأن يتخلوا عن عقلياتهم وطرق تفكيرهم التقليدية التي ما زالت تعتبر أن المعلومة يجب أن تبقى حكرا على الجهاز الذي يديره، وأنه كلما تكتم عليها كلما كان أداؤه جيدا، وهو أسلوب أثبت فشله ولم يعد يساير التطورات التي عرفها المجتمع المغربي.الكرة الآن عند عبد الطيف الحموشي، المعين على رأس المديرية العامة للأمن الوطني، فسياسته ستظهر ما إذا كان يرغب في إعادة الأمور إلى طبيعتها، والانفتاح على وسائل الإعلام وتطوير أساليب التواصل معها، أم مواصلة سياسة "القطيعة" التي كرسها سابقه، وإن كانت التجربة وتتبع مسار الرجل على رأس مديرية مراقبة التراب الوطني، تؤكد أنه سيكون له تصور خاص لهذه العلاقة، خاصة أنه فتح أبواب مديرية مراقبة التراب الوطني، في شقها القضائي المتمثل في المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في وجه وسائل الإعلام التي استدعى ممثلوها من أجل الاطلاع على المقر الجديد، وفي الوقت نفسه الحصول على المعلومات الكافية عن بعض الخلايا التي فككت. مفارقة غريبة عاشها الصحافيون حينها، وتساءل العديد منهم عن سر هذا "التجاهل" الذي يصر عليه بوشعيب ارميل، في الوقت الذي نجد أن جهازا حساسا مثل "ديستي" يشرع أبوابه للصحافيين.لم يلتقط ارميل الإشارة، مثلما لم يحافظ على مكتسبات سابقه وأجهز على الثقة التي حققها اضريس مابين الإعلام والشرطة، وواصل الطريق نفسه، قبل أن يخرج من الباب الضيق ويجد العديد يصفق لهذا القرار.الصديق بوكزول

التواصل مع الصحافة… نقطة سوداء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منع النواب السلاليين من الترشح إلى الانتخابات

16 ماي... ذكرى سيئة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات