الحاجة إلى أكثر من ألفي موجه جديد

المجلس الأعلى للتعليم يحدد الأعطاب الكبرى لقطاع التوجيه التربوي والمهني يشكل التوجيه التربوي والمهني إحدى الدعامات الأساسية للميثاق الوطني للتربية والتكوين، كما يشكل جزءا لا يتجزأ من سيرورة التربية والتكوين بوصفها وظيفة للمواكبة وتيسير النضج والميول وملكات المتعلمين واختياراتهم التربوية والمهنية وإعادة توجيههم، ابتداء من السنة الثانية إعدادي إلى العالي. أوصت الدعامة السادسة بالميثاق، الخاصة بالتوجيه التربوي والمهني بتعميم مراكز الاستشارة والتوجيه وإعادة التوجيه، ابتداء من السنة الثانية إعدادي إلى العالي، ثم تعيين مستشار واحد للقيام بالتأطير الملائم (على صعيد كل شبكة محلية للتربية والتكوين) وفي مرحلة لاحقة على صعيد كل مؤسسة.ووضع قطاع التربية الوطنية مستويات للتوجيه عند نهاية السنة الثالثة إعدادي ونهاية الجذوع المشتركة ونهاية السنة أولى باكلوريا. وحددت الدورية المنجزة من قبل قطاع التربية والتكوين وقطاع التكوين المهني، إجراءات التوجيه نحو مستوى "التأهيل" بالنسبة إلى تلاميذ السنة الثالثة إعدادية والجذوع المشتركة.وأصدر قطاع التكوين المهني دورية محددة لكيفيات ولوج مستويات "التخصص" و"التأهيل" و"التقني" و"التقني العالي"، كما أصدر دورية أخرى تنظم الجسور بين مستويات التكوين المهني التي يمكن فتحها أمام أفضل المرشحين المنتسبين إلى المستوى الأدنى مباشرة، مع الإبقاء على تخصصهم، وذلك في حدود نسبة تتراوح ما بين 10 و20 في المائة من المقاعد المتوافرة، وحسب الطاقة الاستيعابية للمؤسسة المستقبلية.من جانب آخر، ينبغي أن ينبني التعليم المقدم بالمؤسسات الجامعية (كليات، مدارس) على مقرر قوامه التوجيه والتقييم وإعادة التوجيه. وفي هذا الإطار، يمكن لمجلس المؤسسة أن يقترح على مجلس الجامعة إجراءات تهدف إلى تحسين توجيه الطلبة وإعلامهم. وفي الواقع، تعتبر شبكة مراكز إرشاد الطالب بمثابة الفاعل الرئيسي لنظام الإعلام المتعلق بالطلبة والمهن.لكن، ورغم إدراج البرنامج الاستعجالي لدينامية جديدة داخل نظام التوجيه، إلا أن الشروط اللازمة للنجاح لم تكتمل بعد، وذلك لأسباب عديدة حصرها أول تقرير للمجلس الأعلى للتعليم بصيغته الجديدة في:- ضعف التنسيق بين مختلف قطاعات التربية والتكوين. فالوكالة الوطنية للتقييم والتوجيه التي نص عليها الميثاق، لم تر النور بعد، وكان بإمكان هذه الوكالة توطيد قيادة نظام التوجيه على أساس تنسيق متين بين قطاعات التربوية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي.- رغم توسيع مهام مستشاري التوجيه لتشمل مختلف جوانب المتابعة والإعلام والمساعدة على التوجيه، فإن عملهم يظل متمحورا بالأساس حول إخبار التلاميذ بمختلف شعب ومسالك التربية والتكوين المتوافرة.- لم يتحقق الهدف المحدد من طرف الميثاق، والمتمثل في تخصيص مستشار في التوجيه لكل مؤسسة بالتعليم الثانوي التأهيلي. فقد كان من اللازم تكوين 300 مستشار سنويا على الأقل، وذلك منذ 2005، بدل الاقتصار على معدل 56 مستشارا في السنة، جرى تكوينهم بمركز التوجيه والتخطيط التربوي خلال العشرية الأخيرة. ففي السنة الدراسية 2013-2012 مثلا، بلغت الحاجة إلى مستشاري التوجيه 1838 مستشارا.- يمكن لمعايير الانتقال أن تؤدي إلى الإخلال بوظيفة التوجيه ذاتها. ففي السنة الدراسية 2012-2013 جرى توجيه أكثر من 40 في المائة من تلاميذ السنة الثالثة إعدادي، وأكثر من 10 في المائة من تلاميذ الجذع المشترك والسنة أولى بكالوريا بمعدلات تقل عن 10/20. وفي مثل هذه الحالة يفقد التوجيه مصداقيته ووجاهته وفعاليته. وفضلا عن ذلك، فإن نسبة 90 في المائة من طلبات إعادة التوجيه في السنة الدراسية 2011-2010، صدرت عن التلاميذ الجدد، حيث تعلق 80 في المائة منها بتغيير الشعبة، ما يثير السؤال حول دقة قرار التوجيه الأول، المتخذ بضعة أسابيع من قبل.- لم تحقق حملة تشجيع تلاميذ السنة الثالثة إعدادي والجذوع المشتركة بالثانوي، والتي ينظمها سنويا قطاع التربية الوطنية وقطاع التكوين المهني، النجاح المنتظر منها. فخلال السنوات الأخيرة، أدت هذه الحملة إلى ملء 20 في المائة من المقاعد المتوافرة فقط، أما المقاعد الأخرى فقد شغلها شباب استقطبوا من خارج هذه العملية. - لم توضع بعد الترتيبات لشبكات التربية والتكوين، المنصوص عليها في الميثاق والتي كانت ستسمح بتطوير التعاون بين التربية الوطنية والتكوين المهني.- انتقلت نسبة تلاميذ الثانويات المسجلين بالشعب العلمية والتقنية، من 49 في المائة خلال السنة الدراسية 2000-2001 إلى 59 في المائة خلال السنة الدراسية 2012-2013، ما يعني بأن هدف الميثاق الرامي إلى بلوغ نسبة الثلثين لم يتحقق بعد.- إن تربية اليافعين على التوجيه منعدمة فعليا داخل نظام التربية والتكوين المغربي. والحال أن بإمكان هذه التربية تطوير كفايات التلميذ، بحيث تسمح له بانخراط أكثر في اختيار توجهه وتحمل مسؤولية بناء مشروع الشخصي. علاوة على ذلك، بإمكانها أن تساعده على تكوين رؤية واقعية للعالم المهني ولسوق الشغل، مبنية على معلومات موثوق بها وبعيدة عن التمثلات النمطية.ي . س

الحاجة إلى أكثر من ألفي موجه جديد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عدوى اقتحام سياج مليلية تنتقل إلى المهاجرين السوريين

سكان بطنجة ينتفضون ضد سلوكات مهاجرين أفارقة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات