إن العصبية المفرطة ليست حافزا للنجاح، كما يعتقد البعض باعتبارها تعكس قوة الشخصية أو الحماس، وإنما هي صفة سلبية جدا تضعف العلاقات المهنية والاجتماعية، حسب ما قالت الدكتورة زبيدة بنمامون، معالجة نفسية ومستشارة أسرية ومهنية ل"الصباح". وتعد العصبية المفرطة رد فعل قويا ومبالغا فيه تجاه بعض المواقف التي لا تستدعي كل ذلك القدر من الغضب والتوتر وتظهر على شكل صراخ أو نبرة صوت عالية وانفعال جسدي وتعرق وتوتر ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات متسرعة واستعمال كلمات جارحة في حق الغير ينتج عنها شعور بالندم بعد الهدوء. وأوضحت الدكتورة بنمامون أن الأشخاص الذين يبدون عصبية مفرطة يصبح من حولهم خائفين من التعامل معهم سواء الشريك أو الأبناء أو زملاء العمل، موضحة "إنهم يشعرون بعدم الأمان مع ذلك الشخص العصبي ما يجعله يدخل في عزلة تدريجية، وبالتالي تفقد الثقة المتبادلة". وتؤدي العصبية المفرطة، حسب الدكتورة بنمامون إلى تعطل التفكير العقلاني في تلك اللحظات العصبية ويغيب الجزء العاطفي ويقف عائقا أمام التفكير المنطقي، ما يؤدي إلى قرارات خاطئة وردود أفعال تسبب الندم، مضيفة "هذا يؤثر سلبا على الصحة النفسية مع احتمال الإصابة بضغط الدم والأرق والقلق". وأكدت الدكتورة بنمامون أن العصبية المفرطة المستمرة تستنزف الطاقة، التي يمكن أن يستغلها الشخص في القيام بأمور أخرى، كما أنها لا تترك مجالا للراحة النفسية وتصبح عائقا للنجاح. وشددت الدكتورة بنمامون على ضرورة تحويل العصبية إلى قوة إيجابية من خلال تحديد أسبابها، والتي قد تكون الخوف من الفشل أو غياب احترام الآخرين للشخص، ما يدفعه إلى التصرف على ذلك النحو. وقدمت الدكتورة بنمامون بعض النصائح للتخلص من العصبية المفرطة، منها تقنيات التنفس العميق أو التأمل وتفريغ المشاعر بطريقة إيجابية، مثلا ممارسة الرياضة والتعبير في وقت الهدوء عن الأمور المزعجة إلى الأشخاص المقربين لمحاولة إيجاد حلول لها. أ. ك