تعميم المواطنة بين التلاميذ واحتفاء برمز البحث الأمازيغي تتواصل بالرباط فعاليات الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بشراكة مع جهة الرباط- سلا- القنيطرة، وولاية جهة الرباط- سلا- القنيطرة. المعرض يشكل فرصة مصالحة مع الكتاب والأنشطة الثقافية التي يحضرها المبدعون والكتاب، كما تنفتح فيها مؤسسات وهيآت على قطاع النشر ببرمجة لقاءات وتوقيعات. في هذا الخاص تضعكم "الصباح" في أجواء الدورة. جلسات محاكاة العمل البرلماني تلاميذ 12 جهة يمارسون العمل البرلماني والحكومي ميدانيا أسهم موظفو مجلسي النواب والمستشارين في السهر على إطلاق جلسات محاكاة العمل البرلماني والحكومي، للسنة الرابعة على التوالي في رواق البرلمان بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الثلاثين بالرباط، لفائدة تلاميذ المستويين الإعدادي والثانوي. وتم عرض عدد من الصور والفيديوهات والإصدارات والوثائق التي تبرز المحطات الأساسية التي ميزت العمل البرلماني، منذ إحداث المجلس الوطني الاستشاري في 1956 بمبادرة من الملك الراحل محمد الخامس، مرورا بالمصادقة على أول دستور للمملكة المغربية وإجراء الانتخابات التي انبثق عنها أول برلمان مشكل من مجلس النواب في 1963 في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وانتهاء بالإصلاحات العميقة والتنمية الشاملة والمتعددة الأبعاد التي يقودها جلالة الملك محمد السادس. وتعد تجربة محاكاة البرلمان، بمجلسيه نوعية على المستوى الدولي، لأنها تجسد إسهام المؤسسة التشريعية في إذكاء حس المواطنة لدى الناشئة، وتعزيز وعيهم بأهمية المشاركة السياسية، والاعتقاد بحق الاختلاف في الرأي، والتعبير المحصن بنص الدستور. وتجري جلسة المحاكاة داخل قاعة تمت تهيئتها بفضاء الرواق بطريقة تحاكي تلك التي تحتضن الجلسات العامة بالبرلمان، إذ تم تجهيزها بمنصة لرئاسة وأمانة المجلس، وثلاثة صفوف مخصصة للوزراء، والبرلمانيين، مع توفير خدمة الترجمة بلغة الإشارة. وتم تعميم مشاركة تلاميذ كل جهات المغرب بعد نجاح ما سبقها، وستستمر إلى غاية نهاية دورة المعرض، إذ تعد خطوة تعكس تعميم الإسهام في هذه المبادرة على جميع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والتي انطلقت مع ممثلي جهتي الداخلة وادي الذهب، والعيون الساقية الحمراء، وكلميم واد نون، بحضور سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم والأولي والرياضة، وبرلمانيين متخصصين في الدبلوماسية البرلمانية الذين قدموا شروحات في هذا المجال، بالإضافة إلى كبار مسؤولي المجلسين، من الذين لا يغادرون الرواق ويفتحون نقاشا عموميا مع رواد المعرض من كبار السن من الذين يهاجمون مؤسسة البرلمان بترديد اتهامات مجانبة للصواب. وفي أولى جلسات المحاكاة، وطبقا لأحكام الفصل 100 من الدستور، ومقتضيات النظام الداخلي للبرلمان، أعلن الرئيس عن افتتاح الجلسة الدستورية، كما قدم جدول أعمالها والذي تضمن برمجة ثلاثة قطاعات حكومية، وهي الشباب والثقافة والتواصل، والتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وأعطى الكلمة لأمينة الجلسة لتلاوة المراسلات الواردة عليه، من نصوص تشريعية وآراء المؤسسات الدستورية، وعدد الأسئلة الشفوية والكتابية التي توصل بها مكتب المجلس. وأبان التلاميذ المشاركون عن قدرة في التسيير، والتواصل والتفاعل السياسي، وناقشوا جهود ووزارة التربية في تشجيع القراءة، ومحاربة الهدر المدرسي بالعالم القروي، وإدارة النفايات، وتطبيق القوانين المتعلقة بالتلوث، قبل أن يتم رفع الجلسة، لتقديم محاكاة لجلسة ثانية تتضمن ثلاثة أسئلة في إطار وحدة الموضوع، حول ورش بناء ميناء الداخلة الأطلسي. أحمد الأرقام احتفاء بمنجز أمرير الأكاديمي حظي الباحث الأكاديمي عمر أمرير بتكريم خاص خلال فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، ضمن فقرة "مسارات" بحضور عدد من الباحثين والمثقفين. وفي هذا السياق قال أحمد المنادي، الأستاذ والباحث في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إن هذا اللقاء التكريمي لأحد أعمدة الأدب الأمازيغي المغربي، يعد احتفاء بمسار علمي وأكاديمي أبدع في انفتاحه على عدد من المجالات، بما في ذلك الإعلام السمعي البصري، مضيفا أن كل أعمال أمرير تعكس مسارا علميا متميزا، يمكن تصنيفها علامة بارزة في تاريخ الأدب المغربي المعاصر. وسجل المنادي، في كلمة افتتاحية لهذه الندوة، أن هذا الباحث اضطلع بدور مهم في توسيع مفهوم الأدب المغربي إذ لم يقتصر إنتاجه الفكري على التعبيرات الأدبية المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية، بل شمل، كذلك، الأدب المكتوب باللغة الأمازيغية أو المؤدى باللغة الأمازيغية. ويعتبر الأستاذ عمر أمرير أحد رواد الجيل الأول من الباحثين المغاربة الذين اهتموا بجمع وتدوين ودراسة الموروث الشفوي الأمازيغي، خاصة في عمله حول "سيدي حمو الطالب"، وكتابه "الشعر المغربي الأمازيغي" الذي يعد أحد الأعمال التأسيسية في هذا المجال. وقد زاوج أمرير في عمله بين البحث الميداني والتحريات البيبلوغرافية، وكان له الفضل في تسجيل ذاكرة الشعراء الجوالين الرواد المنعشين للساحة الفنية الأمازيغية لفترة ما بعد الاستقلال وفي مجال التوثيق السمعي البصري. كما أكد مشاركون أهمية إسهام الدكتور عمر أمرير في النهوض بالثقافة الأمازيغية وإثراء خزانتها الأدبية نثرا وشعرا، واصفين إياه بالشخصية العلمية الفريدة متعددة الأبعاد والاهتمامات. وأشادوا خلال هذه الندوة، المنظمة في إطار فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، بالجهود التي بذلها أمرير للارتقاء باللغة الأمازيغية في مجالات التاريخ والأدب والإعلام، مبرزين أن إنتاجاته الأدبية والفكرية جعلت هذا الباحث أحد الأسماء البارزة في المشهد الثقافي الأمازيغي. وسجلوا أن هذه المبادرة التكريمية للأستاذ عمر أمرير الذي كان له، أيضا، إنتاج مهم في مجال الفنون الشعبية المغربية، شكلت فرصة للاطلاع على مستجدات الساحة الأكاديمية والفكرية في ما يتصل بالثقافة الأمازيغية. عزيز المجدوب