الروخ: فيلمي صرخة شعبية وليس وثائقيا يعود الفنان إدريس الروخ إلى القاعات السينمائية بفيلم جديد يحمل عنوان "الوترة"، يحكي حكاية فنان شعبي يقرر مغادرة البادية للبحث عن حياة جديدة دون أن يقوى على التخلي عن آلته الموسيقية. في هذا الحوار يتحدث الروخ عن تفاصيل الفيلم. في ما يلي التفاصيل: تخوض مرة أخرى تجربة الإخراج السينمائي، ماذا يمكن القول عنها؟ فيلم "الوترة" يحكي عن فنان شعبي، يدعى "شعيبة" جاء من البادية إبان سنوات الجفاف خلال 1997 إلى المدينة حاملا وترته وزوجته وابنه، للبحث عن حياة جديدة، وعن الشهرة، ومن أجل تسوية وضعيته الاجتماعية، والبحث عن مكان له بالبيضاء. قصد أحد أفراد عائلته يقطن في دوار صفيحي يطلق عليه اسم "محيرش"، يتاجر في جميع أنواع الممنوعات، وهنا تبدأ فعليا أحداث الفيلم. الفيلم يركز على آلة موسيقية تقليدية، لماذا هذا الاختيار؟ الوترة لها معان كثيرة، فقد كانت رفقة "شعيبة" في حياته السابقة في البادية، وأيضا عندما قصد المدينة، وكانت شاهدة على تفاصيل معاناته منذ 1997 إلى 2024. أردت أن أظهر صورة واضحة عن آلة الوترة بصفة عامة، وعن اللون الشعبي الموسيقي، وأيضا تطور الآلة على مر السنين، وامكانية استغلالها لتقديم أنواع أخرى من الموسيقى. فخلال أحداث الفيلم يكتشف المشاهد أنه رغم تطور آلة الوترة لم يتطور "شعيبة" نفسه، سيما أنه أصبح يهيم في حياة الليل، وانزاح عن الطريق الذي كان يسطره منذ البداية، وفشل في تحقيق التوافق بين عمله وأسرته وأحلامه، فتخلى عن كل ذلك، وعن زوجته وابنه، لكنه لم يتخل عن "وترته"، وظل متمسكا بها، ليصير ضحية قريبه والذي لم يتردد في استغلاله. هل يمكن القول إن الفيلم يلامس الأفلام الوثائقية؟ > الفيلم ليس من الأعمال الوثائقية، فهو درامي روائي يحمل العديد من الأحاسيس، بهدف الاشتغال على آلة الوترة، وعلى طريقة تنوعها الجميل. فتم الاشتغال من الناحية السينمائية على المكون الشخصي والنفسي والجمالي وأشياء أخرى لإعطاء صورة عن الفن الشعبي، من خلال آلة الوترة، وأيضا من خلال الفنان الشعبي "شعيبة"، وكل ما يحيط به. أجرت الحوار: إيمان رضيف