تفاعل الممثل رشيد الوالي مع واقعة "صفع امرأة لرجل سلطة في الشارع"، التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، مطلع الأسبوع الجاري. وكتب رشيد الوالي، في تدوينة على "فيسبوك" قائلا "ما أثار انتباهي هو أن هذا المشهد لم يعد غريبًا علينا، بل أصبحنا نراه أيضًا في المسلسلات الرمضانية، وفي كل الوطن العربي .في لقطات متكررة: المرأة تصفع الرجل بلا سياق مقنع، بلا مساءلة، وكأنها تحمل الحق المطلق". وأضاف "هل لاحظتم؟ الدراما اليوم تكرّس فكرة أن المرأة دائمًا على حق، مهما فعلت، لأن القانون في صفها، ولأنها امرأة فقط. نحن لا نتحدث هنا عن إنصاف المرأة أو المطالبة بحقوقها المشروعة، فهذا حقها الطبيعي. لكن السؤال هو: هل انتقلنا من ظلم يُمارس ضد المرأة إلى تغوّل إعلامي وقانوني يمنحها حصانة غير عادلة؟". وتابع الوالي " السيناريو نفسه رأيناه في السويد، حيث تحققت المساواة قانونيا، لكن المجتمع دخل بعدها في أزمة هوية: ارتفاع نسب الاكتئاب والانتحار بين الرجال. وفقدان المعنى لدور الرجل والمرأة معا. زتفكك في العلاقات العاطفية والاجتماعية. وفي بعض دول أمريكا اللاتينية، تحول الدفاع عن المرأة إلى أداة سياسية، انتهت بمجتمعات متوترة، يغيب فيها التفاهم وتكثر الصراعات. المشكل ليس في إعطاء المرأة حقوقها". وأردف المتحدث نفسه "في المغرب اليوم، نرى أعمالاً درامية تُقصي صورة المرأة الرحيمة، الحنونة، المتزنة... وتقدم بدلاً عنها شخصية صارمة، غاضبة، لا تُساءل. (...) لا نطالب بالعودة للماضي، بل نطالب بإعادة الاعتدال: لا يمكن بناء مجتمع صحي إذا منحنا طرفًا واحدًا الحق المطلق على حساب الطرف الآخر. الكرامة والاحترام مسؤولية متبادلة، وليست امتيازًا لفئة دون أخرى. إذا لم نوقف هذا الانزلاق اليوم، سنستفيق بعد سنوات على مجتمع مأزوم بين تطرفين: تطرف ذكوري قديم لم يُعالج، وتطرف نسوي جديد لا يقل خطرا". وختم الوالي تدوينته قائلا "الحل؟إعلام يعيد تقديم المرأة والرجل كائنين متوازنين، يُخطئان ويصيبان، بلا مظلومية مصطنعة ولا سلطة مطلقة". عزيز المجدوب