أمسية فنية وثقافية وتكريم رواد العمل الجمعوي ومشاركة باطمة وعسكوري احتفل فرع جمعية الشعلة للتربية والثقافة بالحي المحمدي بالبيضاء، في الآونة الأخيرة، بالذكرى الخمسين لتأسيس الجمعية، بتنظيم حفل فني، بحضور عدد من المؤسسين والفنانين. وشهد الحفل، الذي يأتي أيضا في إطار فعاليات "رمضان الشعلة الثقافي"، مشاركة نوعية لعدد من رواد العمل الجمعوي، حيث عرفت قاعة العروض بالمركب الثقافي الحي المحمدي، حضورا كثيفا ضم مسؤولين محليين ومنتخبين ومثقفين وفاعلين جمعويين وإعلاميين ومهتمين بالشأن الثقافي، جميعهم توافدوا لمتابعة باقة متنوعة من العروض الفنية والموسيقية التي أضاءت الأمسية. وافتتح الحفل بأداء نشيد "ملتقى الشعلة"، من كلمات منير باهي وألحان أحمد لكسيري، حيث تغنى يافعو وشباب الجمعية بقيم العطاء والأمل في مستقبل مشرق، في لحظة عكست روح التضامن التي تحملها الجمعية منذ نشأتها. وتألقت الأمسية بمشاركة فرقة "كورال الأمل" وفرقة المايسترو مهدي موياس، اللتين قدمتا كشكولا مغربيا مشتركا مع المطربين زهير لحلو وخالد عدنان وهشام أبو جاد، إلى جانب الفنانين نور الدين الزيراوي وحسن أبو خال، مما أضفى على الحفل تنوعا موسيقيا أبهج الحاضرين. لكن المفاجأة الكبرى كانت مشاركة ضيفي الشرف، الفنان رشيد باطمة والفنان عبد الرحيم عسكوري، اللذين قدما عروضا استثنائية حظيت بتفاعل حار واستحسان واسع من الجمهور. واستغل الحفل الفرصة لاستعراض مسيرة الجمعية التي انطلقت من الحي المحمدي في 1975، لتمتد عبر ربوع المغرب، حاملة رسالة التربية والثقافة. كما شكل الحدث تتويجا لسلسلة أنشطة ثقافية نظمتها الجمعية، في الآونة الأخيرة، تضمنت تكريم عدد من الكاتبات اليافعات والشباب المتميزين في مسابقة الكتابة الإبداعية، وهي المسابقة، التي جاءت ضمن برنامج تعزيز المهارات الذاتية للتلاميذ بالشراكة مع اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعين السبع الحي المحمدي. وفي لحظة حملت الكثير من الرمزية، كرم الحفل ثلة من جيل مؤسسي الجمعية بالحي المحمدي، في بادرة عكست الامتنان والتقدير لجهودهم التي رسخت دعائم هذا الصرح على مدى نصف قرن، ورسالة حية تؤكد أن الثقافة والفن مازالا شعلة تضيء دروب الأجيال. خالد العطاوي