تطوان.. محاولة انتحار من أجل “الميثادون”
في تطور مثير للاحتجاجات المتوالية للمرضى الذين يقصدون مركز محاربة الإدمان بتطوان، ما شهده المركز اليوم (الأربعاء) من احتجاج تحول إلى محاولة للانتحار بعدما اعتلى أحد المطالبين بحصته من الدواء سطح المركز مهددا بإلقاء نفسه من فوق البناية.
وهو ما جعل العاملين بالمركز يؤكدون أنهم “عاشوا اليوم أسوأ أيام حياتهم العملية” نظرا للمخاطر التي باتت تحدق بهم.
وأدى هذا الحادث إلى حالة من الاستنفار التي جعلت مسؤولي السلطة المحلية والأمن يفدون على مركز محاربة الإدمان، في محاولة لثني المحتج عن تنفيذ تهديده بالانتحار.
وعلمت “الصباح” أن محاولات باشا المدينة وبعض مسؤولي الأمن والقائد باءت بالنجاج، بعد أن تمكنوا من إقناع المحتج بالعدول عن فكرته، واعدين إياه بالتدخل من أجل إيجاد حل له.
وتحول مركز طب الإدمان بتطوان إلى فضاء للاحتجاج اليومي الذي يخوضه المرضى الذين دأبووا على الحصول على حصصهم من دواء الميثادون المخصص للتخفيف من حالات الإدمان على المخدرات القوية التي كانوا يتعاطونها.
وفي ظل نفاد مخزون هذا الدواء، وعدم سعي الوزارة إلى توفيره، بات مركز طب الإدمان، على غرار بعض المراكز المماثلة بمدن أخرى، يعرف حركة احتجاجات يومية من طرف المرضى الذين يقتحمون المركز مطالبين بهذا الدواء.
وحسب ما أفادت بهم بعض المصادر فإن “وزارة الصحة تتحمل المسؤولية كاملة لعدم احترامها البروتوكول العلاجي المتمثل في توفير المناهضات الأفيونية، نموذج الميثادون”، ذلك أن توقيف البروتوكول العلاجي يقتضي الإستشارة مع الطبيب المعالج الذي يبقى له الاختصاص في نقص الكميات الممنوحة لكل مريض من الميثادون. وهي العملية التي أفادت المصادر ذاتها أنها “تتم بشكل تدريجي، إلى أن يتم إخراج المريض من هذا البروتوكول” إلا أن عدم سعي وزارة الصحة لتوفير هذا النوع من المناهضات الأفيونية، وتعويضها بالعلاجات الكلاسيكية جعلت احتجاجات المرضى تتواصل وتتطور، أحيانا، لتأخذ أشكال دموية من قبيل ما حاول أحد المرضى تنفيذه اليوم من سطح مركز طب الإدمان.
يوسف الجوهري(تطوان)
