دول «الإيسيسكو» توافق عليه في أفق تطوير تقنياته تماشيا مع القيم الإسلامية وافقت الدول الأعضاء، البالغ عددها 53 دولة في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بالإجماع على "ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي"، خلال أعمال الدورة الخامسة والأربعين للمجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو"، التي عقدت، أخيرا، في تونس بحضور جميع الدول الأعضاء، ووصف بأنه علامة فارقة في إنشاء إطار أخلاقي وإستراتيجي مشترك للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي. وناقشت الدورة "ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي"، الذي يمثل إطارا إستراتيجيا شاملا يهدف إلى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع القيم الإسلامية، وتعزيز التنمية المستدامة والتعاون الدولي في هذا المجال. وأكدت الدول الأعضاء التزامها بتعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعي، ودعم تبني الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي لدى دول العالم الإسلامي. وتم خلال الدورة تقديم الميثاق من مركز الاستشراف والذكاء الاصطناعي بالمنظمة من قبل قيس الهمامي، الذي استعرض أبرز محاوره وأهدافه الإستراتيجية، مسلطا الضوء على أهميته في توجيه تطوير الذكاء الاصطناعي، بما يخدم المصالح المشتركة لدول العالم الإسلامي. وأشادت منظمة "الإيسيسكو" بـ "ميثاق الرياض"، نظير ما يمثله من إنجاز بارز يعكس التزام الدول الأعضاء بتسخير الذكاء الاصطناعي لصالح المجتمعات، بما يتوافق مع أطر الحوكمة الدولية والمبادئ الأخلاقية، مؤكدة أن الميثاق يمثل إطارا توجيهيا للدول الأعضاء لمواكبة التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي، وفق رؤية إستراتيجية موحدة، ويشكل ركيزة أساسية لتمكين الدول الأعضاء من استخدامات الذكاء الاصطناعي، وحماية المبادئ الأخلاقية، وتأمين مستقبل رقمي مستدام للدول الأعضاء. وفي هذا السياق، أكدت المنظمة أن إعداد "ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي" تم وفق نهج تشاركي، انخرطت فيه مجموعة من الدول الأعضاء، من بينها المملكة المغربية، التي ساهمت بفعالية في النقاشات المعمقة حول تطوير الذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي، خلال ورشات العمل الإقليمية التي نظمت في مسقط والرباط. وقد مكنت هذه المقاربة التشاركية من صياغة ميثاق يعكس تطلعات الدول الأعضاء، ويؤسس لتعاون إستراتيجي مستدام في مجال الذكاء الاصطناعي. خالد العطاوي