غادروا طوعا إلى أحزاب التحالف الحكومي بحثا عن امتيازات تدرس قيادة العدالة والتنمية طريقة لاسترجاع "لاعبين انتخابيين" إلى صفوف الحزب، غادروا بشكل جماعي صوب أحزاب التحالف الحكومي، واحتضنهم التجمع الوطني للأحرار، الساعي إلى الاستمرار على رأس الحكومة لولاية ثانية، وقيادة "حكومة المونديال". وطالب قياديون في حزب "المصباح" بنكيران بتشكيل لجنة، قصد فتح حوار جديد مع أسماء غادرت الحزب في الانتخابات السابقة، بهدف إقناعها بالعودة إلى حضن "المصباح"، الساعي إلى تحسين ترتيبه الانتخابي، في الاستحقاقات المقبلة. ورغم أن العديد من أطر العدالة والتنمية، قد وصفوا استقالة أعضاء بارزين في الحزب بـ "المشروعة" و"المقبولة"، فإن جل أعضاء الأمانة العامة للعدالة والتنمية، رأوا فيها رسالة غير مطمئنة في معركة الاستحقاقات المقبلة، ولذلك سارعوا إلى طرح فكرة استرجاع البعض منهم، لتعزيز صفوف الحزب انتخابيا. وعلى بعد سنة من إجراء الانتخابات المقبلة، وهي انتخابات ينتظر أن تحمل مفاجآت في سبورة ترتيب الأحزاب التقليدية المنافسة، يسعى "بيجيدي" إلى استرجاع العديد من برلمانييه ومنتخبيه، الذين هاجروا بشكل جماعي صوب الأحرار عن طواعية، ودون تعليمات من أحد. ويأتي في مقدمة المهاجرين من العدالة والتنمية إلى التجمع، يونس بنسليمان، النائب البرلماني بدائرة مراكش. ويملك بنسليمان نفوذا انتخابيا كبيرا في مراكش، وهو ما أربك حسابات قادة العدالة والتنمية، الذين لم يستوعبوا بعد هذه "الطعنة البنسليمانية"، ولم يفهموا أسباب "الهجرة الانتخابية"، لكن المؤكد، أنهم أدركوا أن نفوذهم الانتخابي بالمدينة الحمراء تقلص كثيرا، بهذه المغادرة "الطوعية" لبنسليمان. وعزز عبد اللطيف الناصري، النائب البرلماني الفائز برمز "المصباح" في البيضاء، صفوف التجمع، وسط حيرة كبيرة في صفوف الفريق البرلماني لحزبه السابق، الذي لم يتفاجأ لقرار الناصري، إذ ظل يكتم سره، حتى كشف عنه "بالعلالي" في اجتماع جمعه مع كبير التجمعيين الذي يواصل ترتيباته، بمساعدة راشيد الطالبي العلمي، العقل المدبر للتنظيم الحزبي والانتخابي، بهدف احتلال المركز الأول، في الانتخابات التشريعية المقبلة. ووجه النائب البرلماني، نور الدين قشبيل، الذي تمت مصادرة ممتلكاته، الأسبوع الماضي، بسبب الفساد المالي، صفعة قوية إلى قادة حزب "المصباح"، الذين فشلوا في إقناعه بالبقاء ضمن صفوفهم، والترشح من جديد برمز حزبهم، إذ لم يتردد في تعزيز صفوف التجمع، لكن بعد صدور حكم قضائي بإدانته، تراجع قادة "المصباح" عن فكرة استرجاعه، وترشيحه من جديد. وبدأ التفكير داخل دهاليز حزب العدالة والتنمية في استرجاع يوسف بنجلون، المستشار البرلماني السابق باسم "المصباح"، الذي ارتمى في أحضان حزب "الوردة"، ويعد من الوجوه الانتخابية البارزة والمؤثرة في طنجة، تماما كما هو شأن اعتماد الزاهدي، البرلمانية السابقة، التي ترفض رفضا مطلقا العودة إلى صفوف "المصباح". عبد الله الكوزي