جامعيون يثنون على دور محمد عاطر في تدوين آخر أصوات البادية أثنى أساتذة وباحثون بمختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بابن امسيك بالبيضاء، على الموقع المركزي لبرنامج "ريحة الدوار" للإعلامي والفنان محمد عاطر، في مشهد البحث الجامعي والأكاديمي، وغنى المادة "العلمية" التي يوفرها على مدى 15 سنة. وقال باحثون في التراث والحكي الشعبي والموروث القروي، خلال لقاء نظم الأسبوع الماضي ببرشيد لمناسبة اليوم العالمي للإذاعة، إن البرنامج الأثيري الثري يدون آخر الأصوات في البادية المغربية، بمفهومها السوسيولوجي، ويحافظ عليها من الاندثار، وسط زحف مخيف للثقافة المدينية بتعابيرها السلبية على وجه التحديد. وأكد الباحثون على أهمية الاستماع إلى أصوات المنسيين والبسطاء والشيوخ وحافظي الحكم والأحجيات والأمثال، وصانعي "القجمات" التلقائية المتخمة بالمعاني والسياقات، كما احتفى اللقاء، في جميع مفاصله، ببرنامج "ريحة الدوار" الذي ظل يقتفي أثر كل ذلك، على مدى سنوات، ويتعقبه بحثا ونبشا وكتابة، وإثراء للذاكرة المغربية الغنية والمتعددة. بدوره، ثمن محمد عاطر، دور مختبر السرديات والخطابات الثقافية في الاحتفاء بالتراث الشعبي والثقافة المغربية، وهو الدور الذي يتقاطع مع مجال اشتغاله في برنامجه "ريحة الدوار"، كما عرض مجموعة من الأمثال والحكم الشعبية، والطرائف، والشذرات التي استقاها من حلقات سابقة من برنامجه، تعبر في مجملها عن طبيعة الحياة والعادات والتقاليد، وعن العلاقات الإنسانية بوجه عام. وأشار شعيب حليفي، مدير مختبر السرديات إلى اهتمام المختبر بالتراث الشعبي الزاخر والمتنوع، وسعيه الدائم إلى النبش فيه والتعريف به وتوثيقه. وقدم الأنثروبولوجي حسن رشيق، الفروق الممكنة بين الأنثروبولوجي الذي يحسن الإصغاء ولا يقاطع الناس، وبين المشتغل في ميدان الفكاهة الذي يكمل القصة مع المتدخلين. واعتبر الروائي عبد الكريم جويطي أن الكاتب يحتاج إلى أشكال من الاعتراف، وأن الإذاعة تتيح له هذه الاعترافات التي ستظل وثائق حية للأجيال اللاحقة. وأسدل الستار عن اللقاء بتنظيم حفل لتكريم عدد من الإعلاميين والمثقفين الذين ساهموا في نشر الوعي بأهمية الثقافة والتراث المغربيين، ضمنهم الإعلامية والإذاعية أسمهان عمور، والأستاذان الجامعيان شعيب حليفي وحسن رشيق والباحث والروائي عبد الكريم جويطي والإعلامي الحسين العمراني. يوسف الساكت