صدرت حديثا للناقد والروائي محمد أمنصور، طبعة جديدة لرواية "دموع باخوس"، عن دار النشر "الفنك" بالبيضاء. وتنطلق الرواية، التي سبق أن صدرت في طبعتها الأولى في 2010 ، من واقعة سرقة تمثال الإله باخوس من مدينة وليلي الأثرية القريبة من مولاي ادريس ومكناس التاريخيتين. وما نتج عن ذلك من تحقيق السلطات لسكان فرطاسة المجاورة لوليلي، حيث تعرض كثير من رجالها وشبابها لأنواع التحقيق الذي وصل أحيانا إلى نوع من التعذيب إثر عملية الاستنطاق لمعرفة سر سرقة التمثال الرخامي، والتي عبّر عنها الكاتب ب "اقتحموا البيوت الآمنة.. سحلوا الرجال في الأرض كالشياه المذبوحة أمام ذويهم، ضربوا، شتموا، بصقوا... الأمر الذي نجم عنه بسبب التعذيب موت والد أنور بطل الرواية، أنور الذي قرر إتمام دراسته العليا بفرنسا في علم التاريخ والأركيولوجيا حتى يثأر لأبيه، ولكل ضحايا فرطاسة والقرى المجاورة. وبالفعل استطاع أن يحصل على أعلى الدرجات العلمية ليعود بعدها إلى المغرب دون أن يحقق هدفه. وبعد سنتين من عودته من فرنسا، يموت أيضا رفيق عمره علاء في المهجر بعد حياة عربدة، مليئة بطقوس المجون من سهر وسمر وليال حمراء، لعله يستمتع بكل لحظة من اللحظات المتبقية من حياته التي أيقن من قرب نهايتها بسبب المرض الخبيث، تاركا أمانة عند صديقته روزالي، كانت عبارة عن مجموعة من الأوراق المتضمنة لمسودة رواية لم يتمكن من إتمامها بعدما أنهكه المرض، طالبا من أنور أن يكمل كتابتها محققا حلم عمره. وجدير بالإشارة إلى أن محمد أمنصور، يشغل منصب أستاذ جامعي بكلية الآداب بمكناس، وإلى جانب دراساته الأكاديمية، له إسهامات في القصة والنقد والرواية منها: رواية "المؤتفكة"، "سيني كلوب"، "في انتظار مارلين مونورو"، والكتاب النقدي "خرائط التجريب الروائي"، و"قصة النسر والألواح"، ثم رواية "دموع باخوس". عزيز المجدوب