فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة بالرباط يستعيد سيرة القباج احتضن الفضاء الوطني للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالرباط، أخيرا، لقاء خاصا لتقديم كتاب "مسار مقاوم إبان فترة الكفاح الوطني" للراحل محمد القباج. الكتاب الصادر عن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تولى تقديمه في اللقاء عبد الحميد المؤدن باسم المندوبية، مشيرا إلى أنه ظهر إلى الوجود بعد مخاض، ولم تكن فكرة تأليفه سهلة المنال لأفراد أسرة الراحل محمد القباج، الذين بذلوا جهدا لإخراج المؤلف للوجود، قبل أن تنضج فكرة تقديمه للمندوبية السامية لتحيله على لجنة النشر. واستعرض المتدخل الإستراتيجية العامة للمندوبية السامية التي باشرت عمليات البحث والتنقيب عن معطيات المقاومة وجيش التحرير سواء بالبحث عن المخطوطات أو تنظيم الندوات والملتقيات المحلية والوطنية من أجل تنظيم ونشر أجزاء كبيرة من جوانب المقاومة السياسية والمسلحة من أجل تحرير الوطن والنضال وعودة المغفور له محمد الخامس من منفاه إلى أرض الوطن. وعرضت فاطمة بوشمال جانبا من سيرة المقاوم المغربي وأعماله الفدائية، قبل أن يهتدي إلى تأسيس مجموعة من الخلايا، فضلا عن علاقاته بباقي للمقاومين المشاركين في مختلف العمليات الفدائية، مشيرة إلى العمل العسكري الفرنسي الذي لم يتردد في مواجهة الخلايا الفدائية بعنف، قبل أن يشرع في تنفيذ اعتقالات وإعدامات وممارسة التعذيب التي كان تروم إحباط عناصر المقاومة. ومن جانبه أثنى عبد السلام انويكة على مبادرة المندوبية السامية للمقاومة التي احتضنت الكتاب، وعملت على نشره لتعمم فائدته، وأبدت بتصرفها هذا حسن نواياها ومدت يدها لكل المبادرات التي تعتزم تأليف كتب تهتم بسير المقاومين المغاربة الذين طواهم النسيان، ولم ينس المحاضر فضل الأسرة التي حرصت على إخراج المؤلف إلى حيز الوجود، وتكريم شهيد الوطن احتفاء بما قدمه من تضحيات من أجل استقلال الوطن. وسلط المحاضر الضوء على مسار حياة المقاوم، المتحدر من مدينة فاس، وله تجربة غنية في الحياة النضالية، وبالتالي يستحق التكريم لتفرده، ولأنه كان واعيا في سن مبكر وتحديدا في فترة المراهقة التحق بصفوف المقاومة في سن 18سنة، وهو أمر لم يتسن لأقرانه، فضلا عن أنه كان حرفيا ويحتك بمهنيين آخرين، فقد تشبع بالوطنية، وتحول من صانع للثوب إلى صانع لتاريخ المغرب بعد أن انخرط في جيش التحرير، بعدها انتقل إلى الحسيمة وشارك في عدة عمليات ، لينخرط في صفوف المقاومة. وقدم عبد الحكيم الهلالي قراءة في مؤلف " مسار مقاوم إبان فترة الكفاح الوطني" لمحمد القباج، واستعرض بعضا من ملامح خصاله وأخلاقه، أجملها في الشجاعة واقتحامه الأهوال والتضحية بحياته من أجل الوطن، وتحمله المسؤولية مبكرا ودفاعه عن قيمه ومبادئه ومساعدة الفقراء والمقهورين والدفاع عنهم، ومراوحته بين النضال بالفكر والسلاح، وجمعه بين السياسة والممارسة الفعلية، والتنسيق بين الخلايا. سعيد فالق (بني ملال)