اغتصاب “الحراكة”… عبثية الهجرة

شكلت واقعتا ممارسة الشذوذ على مهاجرين قاصرين بمراكز الهجرة واللجوء بإسبانيا واستغلال "حراكة" مغاربة في عمر الزهور في أفلام إباحية حدث الأسبوع، لأنها فضحت رحلة استعباد طويلة الأمد تحت إغراءات المال وضمان المستقبل بعرض مغر مضمونه الجنس مقابل وثائق الإقامة بأوربا. إعداد: محمد بها عبثية الهجرة لم تكن شعورا لدى المتشائمين من المهاجرين السريين، بل حقيقة مرة ومتأخرة توصل إليها "حراكة" بعد أن وقفوا على واقع صادم، مضمونه أن الهجرة لم تحقق لهم الفوائد التي سعوا إليها وهم يغامرون في قوارب الموت، وأن تضحيتهم بمستقبلهم الدراسي والدفء الأسري سعيا لتأمين المستقبل في الغربة، كانت أسوأ من الوضع المزري الذي كانوا عليه في بلادهم، بعدما فقدوا شرفهم الذي يعتبر أعز ما يملك الإنسان إثر التغرير بهم باسم بريق خادع عنوانه الأبرز "ضمان وثائق الإقامة بديار المهجر". وأماطت فضيحتا ممارسة الشذوذ على مهاجرين قاصرين بمراكز الهجرة واللجوء بإسبانيا واستغلال "حراكة" مغاربة في عمر الزهور في أفلام إباحية بالبلد ذاته، (أماطت) اللثام عن معاناة المهاجرين غير النظاميين الذين يتم استغلال أوضاعهم الصعبة وحاجتهم الماسة للاستقرار أبشع استغلال، من قبل موظفين ومسؤولين مرضى نفسيا أو من قبل شبكات الاتجار بالبشر التي تتربص بفئة "الحراكة" الراغبين في تسوية وضعياتهم القانونية لتجنب ملاحقات السلطات في الشوارع وما يعنيه ذلك من إمكانية الترحيل الفوري للبلد الأم. "حراكة مغاربة" ضحايا لضابط إسباني من الحقائق الصادمة التي فضحتها منظمة "ما تقيش ولدي" استغلال مهاجرين سريين مغاربة ضمنهم قاصرون في إشباع نزوات شاذة لضابط إسباني وجد في وظيفته بمركز الهجرة واللجوء الفرصة لممارسة الشذوذ الجنسي على "حراكة مغاربة"، وقعوا ضحية للابتزاز والرضوخ للاعتداءات الجنسية مقابل الحصول على وثائق الإقامة بالديار الإسبانية، وما يعنيه ذلك من ضمان العيش والعمل في أوربا دون مشاكل. وكشفت الأبحاث الأولية التي باشرتها السلطات الإسبانية، حجم الجرائم البشعة التي كان يمارسها الضابط الإسباني في حق ضحاياه المغلوبين، بعد أن استغل وضعية الهشاشة التي يتخبط فيها المهاجرون غير النظاميين لاستدراج الطامعين في الظفر بوثائق الإقامة بالمهجر. ومن بين الممارسات الخطيرة التي تكشف الجرائم المرتكبة وسط مراكز الهجرة في إسبانيا بعيدا عن مساحيق التجميل، أن الضابط الإسباني استغل فترة عمله بمراكز الهجرة في سبتة وجزر الكناري، وهي المؤسسات التي تعنى بتقديم خدمات للمهاجرين، بما في ذلك الحصول على تصاريح الإقامة وتسجيل الأجانب وتقديم معلومات حول حقوق المهاجرين، (استغل وظيفته) للتغرير بشباب وقاصرين يحاولون الهروب من الضعف والهشاشة، لمساومتهم بإمكانية التدخل لصالحهم للحصول على تسهيلات تضمن لهم الاستفادة من اللجوء أو تسوية الوضعية القانونية، مقابل الرضوخ لممارساته غير السوية في إطار الابتزاز الجنسي. ولتسهيل الفتك بشرف الضحايا واستباحة أجسادهم، حرص الضابط الموقوف عن العمل على استدراج المرتفقين المترددين على مراكز الهجرة إلى غرف الفنادق التي يقيم بها، إذ كان يستقبل شبابا من أصول مغاربية في أوضاع هشة، ليعرض عليهم خدمات مرتبطة بطلبات اللجوء مقابل علاقات جنسية شاذة أو تقديم هدايا وأموال في اتجار واضح بالبشر، بعد استغلاله الضعف والحاجة للضحايا الذين كانوا يحلمون بالاستقرار بالفردوس الأوربي المزعوم، قبل أن يجدوا أنفسهم ضحايا لاستغلال بشع من قبل أشخاص يتاجرون بمعاناة الآخرين ضمن اعتداءات صارخة لحقوق الإنسان. قاصرون يؤثثون أفلاما خليعة ولأن المصائب لا تأتي فرادى، توالت الأخبار الصادمة التي تفيد أن الاستغلال الجنسي للمهاجرين القاصرين لم يقتصر على فرد واحد يعاني "البيدوفيليا"، بل مشروع تجاري لشبكات الاتجار بالبشر التي تتاجر بأعراض القاصرين بإشراكهم في إنتاج أفلام إباحية، كان يخجل المراهق من مشاهدتها أمام أقرانه فما بالك بلعب دور البطولة فيها ليصير عنوانا للفضيحة في العالم. وتفجرت الواقعة، حينما نجحت الشرطة الإسبانية في اعتقال إسباني بمليلية المحتلة، بعد أن كشفت الأبحاث تورطه في جرائم توزيع ونشر مواد إباحية تستغل قاصرين مغاربة، وهو التدخل الأمني، الذي حمل اسم "وامي - سالفيا"، وأماطت اللثام عن شبكة إجرامية منظمة تمتد عبر عدة دول وتستهدف قاصرين مغاربة تم استغلالهم أبشع استغلال. وأظهرت التحقيقات الجارية أن المشتبه فيه الموقوف، ليس سوى فرد ضمن آخرين يعملون لحساب شبكة إجرامية منظمة، تعتمد على خدمات وسطاء محليين لاستدراج ضحاياها من القاصرين المغاربة في مليلية وسبتة، مستغلة ظروفهم الاجتماعية الصعبة بديار الغربة، لإغراء الضحايا بالمال أو بوعود تحسين أوضاعهم القانونية لضمان الإقامة والتنقل بحرية بأوربا، قبل أن يتم تأثيثهم في صناعة مواد إباحية أو منحهم جرعات مخدرة لجعلهم أكثر خضوعا. ومن الممارسات التي تكشف خطورة الشبكة الإجرامية، تمكنها من نقل ضحاياها إلى دول أجنبية، منها سريلانكا والتايلاند وسنغافورة وفيتنام في آسيا، وجمهورية التشيك وفرنسا في أوربا، بطريقة سهلة، بالاعتماد على وثائق سفر مزورة، حيث يتم إجبار الضحايا على المشاركة في أفلام إباحية تُباع لاحقا في الأسواق المختصة، وهو ما يمكن المتورطين من تحقيق عائدات مالية مهمة تقدر بالملايير. ولم يكن من السهل تفكيك الشبكة، لولا اعتماد الشرطة الإسبانية على تقنيات متقدمة في التحقيق الجنائي الرقمي، إثر تحليل البيانات الوصفية للفيديوهات المسربة، بعد رصد 8 مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر اعتداءات جنسية على قاصرين مغاربة. وباستخدام تقنيات التتبع الرقمي، حددت الشرطة مصدر رفع المحتوى، ليتضح أن الحساب المرتبط بالجريمة يديره إسباني، كان ينشط ضمن شبكة تستغل الفقر والهشاشة في أوساط المهاجرين غير الشرعيين، ليتم استنفار مختلف العناصر الأمنية لإيقاف الجاني الذي تمت مصادرة أجهزة إلكترونية من منزله، بما في ذلك هواتف وحواسيب، يجري تحليلها للعثور على مزيد من الأدلة التي سيتم استغلالها لسبر أغوار شبكات إجرامية تهدد الأمن والنظام العامين. مسؤولية مشتركة قال علي الشعباني، أستاذ باحث في علم الاجتماع، إن قضية الاستغلال الجنسي للمهاجرين السريين القاصرين مقابل ضمان تسوية الوضعية القانونية ببلد المهجر، مسألة قانونية بالدرجة الأولى، ولا تحتاج للتشريح الاجتماعي، مادام أنه لا يوجد أي مبرر للسماح بوقوع مثل هذه التصرفات. وأوضح الشعباني في تصريح لـ"الصباح"، أن قبول المهاجرين السريين الخضوع لإملاءات شبكات الاتجار في البشر إلى حد ممارسة الشذوذ الجنسي والمشاركة في التمثيل في أفلام إباحية، لا يمكن فيه تحميل المسؤولية لجهة دون أخرى، باعتبار أن المسؤولية مشتركة لأنه عند الحديث عن المساومة على الشرف من أجل نيل منافع ومكاسب مادية ضمنها وثائق الإقامة بأوربا، يتبين أن "الحراكة" سواء كانوا قاصرين أو رشداء كانوا ضحايا لطموحهم الجارف. وتأسف الأستاذ الباحث في علم الاجتماع، لحقيقة الاستعداد النفسي للفئة المعنية لأن تكون ضحية بعد قبولها المشاركة في ممارسات غير سوية، إما عن طريق الإغراء بالمال أو وعود تسوية الوضعية القانونية بديار المهجر للاستفادة من مستقبل زائف، ماداموا يعتقدون بأن تحقيق الأهداف لا يمكن الوصول إليه بسهولة إلا عن طريق المشاركة في الفساد والتخلي عن القيم التي تعتبر حصانة وسط عالم موحش. وشدد المتحدث نفسه على أنه لا يمكن التغاضي عن أخطاء الفئة المعنية بهذا النوع من الاعتداءات الجنسية الشاذة، مادام أنهم قبلوا بلعب دور الضحية عن طواعية، بل أصروا على القيام بعمليات انتحارية عندما غامروا بحياتهم في قوارب الموت وقرروا التخلي عن مستقبلهم الدراسي وعائلاتهم وضربوا عرض الحائط نصائح أساتذتهم وأهلهم وتوعية الإعلام الهادف، لا لشيء سوى طمعا في العيش بحياة الرفاهية بأوربا. وختم الشعباني تصريحه بالقول إن الشخص حينما يقامر بالهجرة السرية، فإنه يعرف حق المعرفة ما ينتظره من مشاكل وأهوال، وهو ما يجعله مدركا لما ينتظره، مشددا على أن الأكاديمي الذي يحترم نفسه لا يجب أن يتعاطف مع هؤلاء الشباب ويشجعهم بأنهم ضحايا، لأنهم هم من ألقوا بأنفسهم إلى التهلكة بقرارهم الإعراض عما تقدمه وسائل التنشئة الاجتماعية والإسراع إلى الإقبال على المخاطر طمعا في تحقيق أطماع شخصية تنتهي بظلم النفس. نداءات بالترافع عن الضحايا أثارت قضية الاستغلال الجنسي لمهاجرين سريين قاصرين يتحدرون من المغرب، نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تفاعلوا مع الواقعة المأساوية بالتعليق عليها وخوض نقاشات تحاول سبر أغوار الظاهرة المقلقة المرتبطة بالتلاعب بأحلام ضحايا الحلم بالفردوس الأوربي والوجه الحقيقي لديار المهجر التي تجاوزت فيها معاناة "الحراكة" العنصرية إلى اعتداءات جنسية على يد وحوش بشرية لا تعترف بحقوق الإنسان ولا بالمصلحة الفضلى للطفولة. ومن بين التدوينات التي تجاوب معها عدد من "الفيسبوكيين" في العالم الأزرق، تلك التي تخص طالبا جامعيا بكلية الحقوق بالبيضاء، الذي قال "مازلت لم أستفق بعد من آثار الصدمة، كيف لا وأنا أحاول استيعاب حقيقة استغلال شباب في عمر الزهور وقاصرين وقعوا ضحية حسابات خاطئة بعدما اعتقدوا أن عبورهم بأمان إلى أوربا دون أن تبتلعهم حيتان البحر كرفاقهم الغرقى، سيمنحهم فرصة الاستقرار وحياة الرفاهية التي لم تكن سوى طعم للفتك بأجسادهم وشرفهم من قبل شواذ جنسيا أو شبكات تتاجر بما تبقى من شرف الحراكة". وعلى المنوال نفسه، قالت إحدى الشابات بلغة تزاوج بين الحسرة وانتقاد الذات، "يا للحسرة ويا للألم الذي يعتصر قلبي وأنا أطالع أخبارا كنت أخالها في البداية مجرد إشاعات متداولة بالعالم الأزرق، قبل أن أتأكد من خلال وسائل الإعلام أنها الحقيقة المرة التي لا يمكن للعقل تقبلها، كيف لا والضحايا قتلوا مرتين، المرة الأولى حينما غامروا بحياتهم في قوارب الموت وذاقوا مرارة الغربة عن آبائهم وإخوتهم وأحبائهم، وفي المرة الثانية حينما اكتشفوا زيف أحلام تحولت إلى كابوس دائم، بفعل طمع جارف لعيش حياة ليست لهم منذ البداية، وجعلتهم يضحون بأغلى ما يملكون مقابل ضمان الاستقرار في غربة موحشة". وأجمع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، على أن واقعتي استغلال المهاجرين غير النظاميين جنسيا فضيحة أخلاقية عرت عورة الفردوس الأوربي وكشفت أكذوبة "حقوق الإنسان بالغرب" بعدما تبين أن ممارساتهم الحيوانية في حق المهاجرين، الذين يشكلون العمود الفقري في بناء دول المهجر، حقيقة لا يمكن إخفاؤها بمساحيق تجميل فاسدة، مشددين على ضرورة الانتقال من مرحلة الصدمة إلى مبادرة مقاضاة المتورطين والترافع عن شبابنا وأبنائنا في ديار الغربة، لصون كرامتهم وحمايتهم، ممن يعتقدون أنهم سلعة تباع وتشترى بالهدايا الفاخرة ووثائق الإقامة.

اغتصاب “الحراكة”… عبثية الهجرة

شبكات للاتجار بالبشر وجدت في أحلام قاصرين فرصة لاستعبادهم في أفلام "البورنو" وهتك أعراضهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فوضى الأسعار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات