ملتقى الكتاب يقدم 100 عنوان عن العاصمة العلمية تستعيد فاس ذاكرتها الإبداعية في ملتقاها للكتاب الذي تنظمه مكتبة بنعدادة ويجمع طيلة 4 أيام بدءا من 13 فبراير الجاري، مؤلفين ونقادا وجامعيين ومهتمين بما نشر وأبدع عن المدينة من نفائس الكتب التاريخية وغيرها، في سفر أول لاكتشاف ما خزنته خزانات ورفوف مكتبات فردية وجماعية من مئات الكتب المكتوبة عنها ولأجلها. "فاس كتاب مفتوح للسفر في عبق التاريخ" شعار اختير لهذا الملتقى الأول من نوعه، وأطلق على دورته الأولى اسم الفقيد الدكتور محمد بنعدادة، ضمن واحدة من مبادرات هذه المكتبة لتثبيت شعارها "لنجعل القراءة طقسا يوميا"، بتنسيق مع مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للدراسات والأبحاث العلمية وبشراكة مع مقاطعة فاس المدينة. وينظم للمناسبة معرض لكتاب فاس في مركز نجوم المدينة بدرب الحريشي الحامية الدوح بالبطحاء بالمدينة القديمة، يحتضن عشرات الكتب بألوان إبداعية مختلفة ومتنوعة وألفت عن العاصمة العلمية في مراحل تاريخية مختلفة، أو تناولت مواضيع مما تحبل به من نفائس تاريخية وعمرانية وما علق بذاكرتها مما استحق التأريخ. وتحدث حسن بنعدادة صاحب المكتبة المنظمة للملتقى، عن نحو 100 عنوان مما كتب عن فاس في مجالات إبداعية مختلفة، ستعرض في هذا المعرض، وبعضها نادر، مؤكدا أن جمعها تطلب وقتا طويلا بمبادرة شخصية وتنسيق مع بعض مؤلفيها وأشخاص مولعين بالقراءة، أو مكتبات ومؤسسات جامعية وفعاليات وجمعيات. وأوضح أن جهات مختلفة أبدت رغبتها في المشاركة في المعرض بكتب محدودة العدد سيقتصر الأمر على عرضها دون بيع، عكس أخرى توفرت نسخ كافية منها وستعرض للبيع للراغبين في شرائها، مشيرا إلى حضور مؤلفين فقراته لتوقيع كتبهم ضمن فقرات الملتقى النابش في الذاكرة الإبداعية لواحدة من أقدم المدن عالميا. ويحتفي الملتقى المنظم بشراكة مع المركز الثقافي نجوم المدينة، بالكاتب والروائي الكبير محمد عز الدين التازي، ويتم للمناسبة عرض وتوقيع بعض رواياته منها "مغارات" و"أبراج المدينة" و"فوق القبور" و"أيها الرائي" و"يتعرى القلب" و"النداء بالأسماء" و"المباءة"، و"أيام الرماد" المختارة بين 100 أفضل رواية عربية. وتقدم لمناسبة الملتقى الذي يفتتح بكلمات للجهات المنظمة يعقبها حفل فني وزيارة لرواق الكتب المعروضة، قراءات في أعمال التازي في حفل خاص ينظم احتفاء به وتسيره الباحثة فاطمة البيش، بمشاركة السيناريست والشاعر عزيز الحاكم وعبد المالك أشهبون أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس. ولا تقتصر فقرات الملتقى على تنظيم المعرض طيلة 4 أيام متتالية، بل تنظم لمناسبته فقرات ثقافة مختلفة تجمع مبدعين كتبوا عن فاس، يلتقون مع شباب وأطفال في ورشات في القراءة والتشكيل والرسم، إضافة إلى تنظيم ندوة حول موضوع "ملامح من تاريخ الكتاب والمكتبات بمدينة فاس" بمشاركة جامعيين ومهتمين ومبدعين. ويتطرق محسن الإدريسي الأستاذ بجامعة الحسن الثاني عين الشق بالبيضاء، في هذه الندوة، لموضوع "ملامح من تاريخ الخزانات بفاس"، على أن يتناول زميله محمد عمراني الأستاذ بجامعة محمد بن عبد الله، لتجربته في تحقيق النصوص التراثية الفاسية، ويسلط الحاج موسى عوني أستاذ بالجامعة نفسها، الضوء على المطبعة الحجرية بفاس. ويستعرض عبد الفتاح باكشوف محافظ خزانة القرويين بمدينة فاس، في مداخلته المبرمجة في الندوة وتسيرها الجامعية أسماء بنعدادة، تجربة الخزانات التراثية في المدينة، فيما يتطرق عبد الله بنصر العلوي وعبد الوهاب الفيلالي الأستاذان بجامعة محمد بن عبد الله، لنماذج من حضور مدينة فاس في الكتابات على اختلاف أنواعها الإبداعية. حميد الأبيض (فاس)