الباحث الجمالي يتأمل شذريا في الفوتوغرافيا من النشأة إلى المعاصرة صدر حديثا للكاتب والباحث الجمالي عز الدين بوركة، كتاب اختار له عنوان "كتابة الظل، الفوتوغرافيا من النشأة إلى المعاصرة.. تأملات شذرية"، عن دار خطوط للنشر والتوزيع. وإلى جانب نسقه الشعري والتأمل فكريا في تاريخ الفوتوغرافيا وصولا إلى عصر الذكاء الاصطناعي، له وقفات إبصارية لمجموعة من التجارب والنماذج العربية والمغربية والغربية.. ومما جاء على ظهر الغلاف كلمة بقلم الشاعر والناقد المغربي عمر العسري قال فيها "اختار الناقد الجمالي المغربي عز الدين بوركة أن ينصت إلى الفوتوغرافيا من زاوية التفكير فيها؛ بمعنى أنه استجمع معارفه ومقروءه وموقفه الفني في بوتقة واحدة، ولكن دون المساس بجوهر التصوير. لأن النظر إلى هذا الفن الضوئي من النشأة إلى المعاصرة يستلزم مسارا من نوع خاص، واقترابا من زاوية أخرى. لهذا فضل بوركة التفكير في الفوتوغرافيا إبداعيا، ولكنه أشبه بالاستنتاجات الفلسفية التي لا تضع حدودا بين الفن والتقنية، أو بين الكتابة والعلم." وأضاف أن عزالدين بوركة استجمع في هذا المنجز ما تفرق في غيره، متوقفا عند تجليات الفوتوغرافيا وعلاقاتها المتشعبة بالأشياء والعناصر، وهو يستجلي المستغلق والزلق على نحو غير مباشر، ذلك أن انتهاج التفقير والتشذير والإقلال كان من ورائه التوقف عند شساعة الموضوع، وهي استراتيجية تروم التأمل والتفاعل عوض التحليل المباشر. فلا مجال لمساءلة الفوتوغرافيا مساءلة صارمة، لأنها تتعدى حدود تلك العلبة النيرة، أو الغرفة المظلمة، بل إن مصيرها مرتبط بحاسة اللمس أو الضغط المتوازن مع الرؤية. ويتجول عزالدين بوركة بين النور والظل ومعه القارئ أيضا، عبر كتابة شذرية تأملية، تصوغ رؤيتها من منافذ مختلفة لكنها متواشجة ومنتظمة على نحو تصاعدي؛ وبلغة خفيفة على المدارك، لكنها ثقيلة في نتائجها وكلياتها. وجدير بالإشارة إلى أن عز الدين بوركة شاعر وناقد وباحث في الفن التشكيلي له العديد من الأعمال التي تنوعت بين الشعر والنقد التشكيلي ومنها: "الفن التشكيلي في المغرب من البدء إلى الحساسية"، من أعماله الشعرية "بعيدًا عن العالم"، "حزين بسعادة"، "ولاعة ديوجين". عزيز المجدوب