وزير التعليم العالي قال إن الداخلية رفضت إيفاد قواتها داخل الجامعة لاستباق عنف أقلية قال لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إنه التمس من وزارة الداخلية، إيفاد قوات أمنية لمراقبة الوضع بالجامعات، قصد التدخل الاستباقي في حالة نشوب عنف بين الطلبة، لكنها رفضت، بمبرر أن لديها أولوية في رصد الجرائم، بفضاءات عمومية أخرى، ولا يمكنها تثبيت عدد من الأفراد في كل يوم بالجامعات وانتظار ما سيحدث.وأكد الداودي، في معرض جوابه على أسئلة "الصباح"، في لقاء جمعه مع 4 صحافيين بطلب منهم، بمقر الوزارة بالرباط، مساء أول أمس (الثلاثاء)، أن أقلية بين 10 إلى 15 في المائة من إجمالي الطلبة، هم من يتسببون في إحداث العنف، بحكم أقدميتهم في الجامعة، إذ يكررون ست مرات في سنتين، ولا يتم طردهم، فيتخصصون في توظيف "كسلهم" في تأطير الطلبة، بإثارة النعرات القبلية، والصراعات المؤدلجة.واستغرب الداودي لمواقف بعض الساسة الذين يوزعون التهم بما يسمونه "عسكرة الجامعة"، وكأن العنف أضحى لغة مشروعة، مؤكدا أنه كان يتمنى أن يحصل إجماع على إشعال التنافس العلمي بين الجامعات، كي تأخذ حصتها من التصنيف العالمي في إنتاج البحث العلمي، لأن ذلك بداية لرسم طريق الدول الصاعدة اقتصاديا.وأعلن الداودي عن قراره الرامي إلى اعتماد اللغة الإنجليزية بالجامعات بشكل تدريجي، لأنها مفتاح ولوج التواصل العالمي في إنتاج البحث العلمي، مضيفا أن فرنسا لم تعد تترجم البحوث العلمية إلى الفرنسية، ولكنها تدرسها بالإنجليزية. وقال الوزير "في السنوات القليلة المقبلة، من لا يتحدث الإنجليزية كطالب أو أستاذ جامعي، فهو أمي في هذا الكون". وأوضح أن كليات الطب والهندسة والعلوم بالمغرب، ستفتح فروعا لها بالإنجليزية، وسيتم تعميم هذا الإجراء على باقي الجامعات، لأنه لا يعقل أن تأتي مؤسسات البحث العلمي العالمية، وكذا شركات أجنبية، ولا تجد أطر المغرب تتقن الحديث بهذه هذه اللغة العالمية، رغم كفاءتها، كما أنه قبل 2020، لن يسمح لمدرس بولوج الجامعة، إلا بعد نشر مقالات علمية بالإنجليزية في مجلات متخصصة.وبخصوص توجه المجلس الأعلى للتعليم الداعي بعض أفراده إلى نقل دارجة "الزنقة" إلى القسم بالتعليم الابتدائي، قال الداودي إن أي مطلب يتجه إلى "تدريج التعليم"، فهو دعوة خالصة للعودة إلى العصر الحجري، لأن الدارجة لا تحتاج إلى هيأة تدريس، وغير مفيدة علميا، نافيا أن يكون المجلس الأعلى للتعليم، قد درس هذا الخيار كتوصية لتطبيقه.وقال الدوادي إن وزارته خصصت 300 مليون درهم للبحث العلمي، فتلقت 196 جواب شراكة مع الخارج و165 مشروعا عالميا بعدد دول وصل إلى 17، والتي انتقلت إلى 29 دولة، لحظة ولوج المكتب الشريف للفوسفاط الداعم للبحث العلمي الدولي، إذ عوض أن ترسل الأسر المغربية أبناءها إلى الخارج لمواصلة التحصيل العلمي، فإن الجامعات الأجنبية ستأتي إلى المغرب بمدرسين أجانب من فرنسا وإسبانيا وأمريكا وكندا وغيرها.وأضاف الداودي أنه سيعمم الأنترنيت بالجامعات، ويوزع اللوحات الإلكترونية على الطلبة بثمن مناسب، وبث الدروس "أونلاين"، وسيفرض على الأسر الغنية أداء مصاريف التدريس، بين ألف وألف وخمسمائة درهم سنويا، حتى يتمتع الفقراء بالمجانية لوحدهم.أحمد الأرقام