يرفض عدد من المهنيين الانخراط في تجديد سياراتهم، ويعتبرون أن الحكومة تضع العربة أمام الحصان، إذ كان حريا بها، قبل إطلاق هذا الورش، أن تعمد إلى إصلاح قطاع النقل، من خلال معالجة إشكالية المأذونيات، التي تمثل العائق الأكبر أمام عصرنة القطاع، وتمثل وجها من أوجه الريع الذي استعصى على الحكومة مواجهته.وفي هذا الإطار، أوضح مصطفى الكيحل، الكاتب العام الوطني للفدرالية الوطنية للنقل التابعة للاتحاد الديمقراطي للشغل، في تصريح لـ"الصباح"، أن المهنيين لا يرفضون تجديد سياراتهم، لكنهم يطالبون الحكومة، قبل ذلك، بمعالجة إشكالية النقل وفتح ورش الإصلاح في هذا المجال، إذ أن المهنيين هم الأحق برخص النقل. وأضاف أن سائقي الطاكسيات سينخرطون، حينها، بشكل تلقائي في ورش تجديد الحضيرة. لكن، في الوضع الراهن، لا يمكن للسائق أن يجازف بالالتزام أمام شركات التمويل لاقتناء سيارة جديدة ويمكن لسائق الرخصة أن يقرر في آخر المطاف عدم تجديد الرخصة، وعندها سيصبح السائق ملزما بأداء أقساط القرض ولا يمكنه استغلال سيارته لعدم توفره على الرخصة. وتساءل عن السبب الذي يمنع الحكومة من فتح ورش إصلاح المأدونية وتمكين المهنيين من الرخص، بالنظر إلى أنهم هم الأولى بها. وأشار إلى الشروط غير المقبولة التي يفرضها أصحاب "الكريمات" على السائقين قبل توقيع أي اتفاقية معهم، مضيفا أن السائق الذي لقي حتفه، إثر حادثة اصطدام مع أحد القطارات، طلب منه صاحب المأذونية أداء مليوني سنتيم ضمانة قبل أن يوقع معه العقد، إضافة إلى الإتاوة التي يلزم بأدائها يوميا، والتي يمكن أن تصل إلى 400 درهم. ولم يلق الورش الذي أطلقته الحكومة إقبالا، إذ أن عدد السيارات الجديدة التي تجوب شوارع البيضاء لا يتجاوز بضع عشرات من أصل أزيد من 15000 سيارة أجرة. وتتشبث النقابات الممثلة لمهنيي النقل بضرورة معالجة ملف المأذونية والعمل على ضمان التغطية للسائقين والعاملين في القطاع، قبل التفكير في تجديد السيارات.بالمقابل، اشتعلت المنافسة بين مختلف مصنعي السيارات والماركات المسوقة بالمغرب من أجل الظفر بنسب من حصة تجديد حضيرة سيارات الأسرة، فبعد العرض الذي تقدمت به "رونو" الخاص بسيارتها "لودجي" التي تنتج بالمصنع التابع للمجموعة بطنجة، يعتزم المصنع الياباني المسوق للعلامة التجارية "نيسان" عرض نموذج خاص بأصحاب الطاكسيات، علما أن "كارلوس غصن" يرأس المجموعتين. وكان من المفترض أن يتم إنجاز مصنع طنجة بشراكة بين رونو ونيسان، قبل أن تنسحب الأخيرة لأسباب تهم الإستراتيجية التجارية للمجموعتين. وتهدف "نيسان"، من خلال عرضها إلى تعزيز وجودها التجاري بالسوق المغربية. وتتوقع "أوطو هول"، التي أخذت التوكيل لتسويق العلامة التجارية اليابانية، أن تصل مبيعات "نيسان"، خلال السنة الجارية إلى حوالي 5 آلاف وحدة. ويعتبر ورش تجديد سيارات الأجرة مصدرا هاما لإنعاش المبيعات، بالنظر إلى العدد الهام لسيارات الأجرة الكبيرة، المعنية بهذا الورش.عبد الواحد كنفاوي