رئيس مجلس المستشارين قال إن لا علم له بإجراء أي تعديل دستوري توقع الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين أن تنظم انتخابات الغرفة الثانية في ثاني أكتوبر المقبل، وهو التاريخ الذي يسبق افتتاح البرلمان من قبل جلالة الملك في الجمعة الثاني من الشهر نفسه. ودعا رئيس مجلس المستشارين، الناخبين إلى معاقبة البرلمانيين المتغيبين الذين لا يحضرون إلى المجلس لأداء مهامهم.واستبعد بيدالله، الذي كان يتحدث في ضيافة ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، صباح أمس (الثلاثاء)، جوابا عن سؤال ضمن سلسلة أسئلة طرحتها "الصباح"، أن يحدث تعديل دستوري من أجل رفع عدد أعضاء مجلس المستشارين، مشيرا إلى أن "لا علم له بأي نبأ يتحدث عن إمكانية إجراء تعديل دستوري في الموضوع". وبرأ بيدالله مكتب مجلس المستشارين من تحمل المسؤولية في استمرار بعض المستشارين أعضاء في المجلس، وحصولهم على التعويضات الشهرية من أموال الشعب، رغم وجودهم وراء القضبان في قضايا مختلفة. ورمى بالكرة في شباك بعض وكلاء الملك العامين، الذين لم يراسلوا رئاسة المجلس، الأمر الذي "جعلنا نعتبر هؤلاء المستشارين المساجين، كباقي زملائهم المتغيبين الذين لا يحضرون إلى الجلسات واجتماعات اللجان". وأبدى بيد الله، الذي دافع بقوة عن حزب الأصالة والمعاصرة، وقال "إنه ينتظره مستقبل زاهر أحب من أحب وكره من كره"، تأسفه الشديد عن صورة مجلس المستشارين لدى الرأي العام الوطني. وأضاف في حديثه عن ظاهرة الغياب "أنا لست دركيا على المستشارين البرلمانيين، هل سنقطع أذني المستشار الذي لا يحضر، الناخبون عليهم أن يعاقبوا المتغيبين". وأوضح قائلا "حتى عندما قررنا الاقتطاع من تعويضاتهم الشهرية، اصطدمنا بإشكال قانوني، وبحثنا أين سنضع الأموال المقتطعة، هل في الخزينة العامة وبأي مرجعية قانونية، خصوصا أن المستشارين ليسوا أجراء أو موظفين، حتى نقتطع من أجورهم، بل إنهم يحصلون على تعويضات". وأكد أنه"حتى بعض المستشارين الذين يحضرون لا يقدمون الإضافة، فمنهم من يحضر فقط بجسده، فيما يكون عقله غائبا، ومن هنا يبقى غيابه أحسن بكثير من حضوره". وأشاد بيد الله بالقضاء الدستوري الذي أنصف أكثر من مرة مجلسه أمام "ظلم" حكومة عبد الإله بنكيران، مقدما النموذج على ذلك في القراءة الثانية التي همت القانون التنظيمي للمالية. وقال بيد الله إن "فقهاء المجلس الدستوري أنصفوا مجلس المستشارين، وحرموا جميع النصوص القانونية التي لا تمر عبر المجلس، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على الدور المحوري الذي يلعبه مجلسنا في إطار الثنائية البرلمانية، وذلك في انسجام وتناغم مع مجلس النواب". وقال بيدالله إن "الثنائية البرلمانية في بلادنا أساسية، لأنها تكبح جماح الغرفة الأولى، وذلك حتى لا تسطو الأغلبية الحكومية على المكتسبات، وتحقق رغباتها بالشكل الذي يحلو لها، وبسرعة فائقة". وعكس كل التوقعات، دافع بيدالله عن حظِوظ الأميين في التواجد في مجلس المستشارين. وقال "من حقهم أن يكونوا أعضاء في الغرفة الثانية، وما الذي يمنعهم، وهناك نماذج مشابهة في العديد من برلمانات العالم". كما نفى وجود موظفين "أشباح" داخل مجلسه، مكتفيا بالقول "هناك شخصان معروفان يحضران من حين لآخر، لكن لهما مهام خارج المجلس". وفي معرض حديثه عن الدبلوماسية البرلمانية، قال الشيخ "عكس ما يروج إعلاميا، ليس لدينا وكالة للأسفار، ولا تذهب وفودنا البرلمانية من أجل السياحة"، مشيدا بدور المجلس في استقطاب رجال أعمال من أجل الاستثمار في بلادنا، حيث خصصت لهم طائرات خاصة من أجل نقلهم للاطلاع على فرص الاستثمار".عبدالله الكوزي