شرع بعض العمال، المعينين حديثا، في القيام بجولات على الأقدام، أو بواسطة سيارات الدولة، إلى مدن وجماعات تابعة لنفوذهم الترابي. ورحب سكان المدن بهذه الزيارات المفاجئة غير المرتبة، وترجوا الرحمان أن تدوم وتتكرر، وألا تكون ظرفية للاستهلاك، وتحقيق "البوز". ومن بين العمال المعنيين بهذه الزيارات، إدريس الروبيو، عامل سيدي سليمان، القادم من الكتابة العامة لولاية أكادير، والعاشق لكرة القدم، الذي تنتظره ملفات ساخنة، في إقليم هش انتظر، ومازال ينتظر، دوره للنهوض به، وتأهيل بنيته التحتية المتهالكة، كما عاينها بنفسه، خاصة حالة شوارع وأزقة المدينة الثانية في الإقليم، المسماة سيدي يحيى الغرب. لكن ما يجب على العامل معرفته أن هناك ملفات تحت الطاولة يجب فتح تحقيق بخصوصها، والتي تعالت، أخيرا، أصوات الهيآت الحقوقية وجمعيات المجتمع المدني، بعد رحيل العامل السابق، مطالبة بفتح تحقيق بشأنها، وتهم مجموعة من الملفات التي تفوح منها رائحة الفساد، أولها ملف تجزئة الرحاونة، الذي طالما ظلت تتقاذفه مكاتب العمالة بسبب سوء التدبير، والقرارات الخاطئة بشأنه من قبل المسؤولين الذين تعاقبوا على تدبيره. وعلى العامل الجديد أن يحاط علما، بتوقيع اتفاقية شراكة بطريقة تحوم حولها الشكوك، بين "العمران" ومصالح العمالة دون التوقيع عليها، من قبل مجلس سيدي يحيى، والتي ينطبق عليها المثل المعروف "من رملتو لقم ليه"، حيث وجد المستفيدون بقعهم على شكل حفر، كلفت أساساتها المواطنين الكثير، قبل الشروع في البناء. وهنا نتذكر واقعة سرقة الرمال من التجزئة من إحدى المقاولات المشرفة على العملية، والتي تم تحرير محضر بشأنها من قبل الباشا السابق. وغير بعيد عن هذا الملف، هناك ملف آخر مرتبط بفضيحة تخص التلاعب بإحدى رخص سيارات الأجرة، التي تم التكتم عنها بشكل رهيب، حتى لا تجر عددا من المسؤولين بالعمالة للمساءلة، وهي الفضيحة التي راح ضحيتها رئيس مصلحة، وطوي الملف حتى لا يسقط المزيد من "الرؤوس الكبيرة". في انتظار أن يباشر العامل الجديد فتح ملفات الفساد، ويرتب الجزاءات بخصوصها، مهما كان الفاعل، ولو كان سلفه السابق، فإن سكان الإقليم يعلقون عليه آمالا كبيرة لتطبيق القانون، والعمل على تطهير محيط الإدارة من المرتشين والفاسدين، خاصة إذا تعلق الأمر بمحيط تحوم حوله شبهات الفساد والارتشاء داخل جدران العمالة نفسها. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma