الدورة تعرف فيها التلاميذ على تطبيق إلكتروني للتوجيه والتقوا بأطر من قطاعات مهنية نبيل وسارة، تلميذان في السنة الثانية من سلك الباكلوريا، الأول يدرس في ثانوية تأهيلية عمومية، والثانية في مدرسة خاصة. وهما اليوم في لحظة فاصلة من مسارهما الدراسي. لم تعد تفصلهما عن امتحانات الحصول على شهادة الباكلوريا والمرور إلى مرحلة أساسية في اختيار مستقبلهما المهني، سوى بضعة أشهر. لذلك أذنت لهما المؤسستان حيث يدرسان، بالحضور إلى ملتقى "مسالك النجاح" للتوجيه التربوي. إنجاز: امحمد خيي - تصوير: (عبد اللطيف مفيق) الملتقى، مبادرة اجتماعية لمجموعة "إلبيليا" للتعليم الخاص، واحدة من المجموعات المعروفة بالمغرب، نظمت يومي السبت والأحد الماضيين بالبيضاء، وأرادت "إلبيليا"، من ورائها المساهمة في إحقاق تكافؤ في الفرص بين التلاميذ المغاربة، من خلال موعد سنوي، يسمح لهم بلقاء مسؤولين ومستشارين في التوجيه موفدين من قبل جامعات ومدارس عليا بالمغرب وخارجه، للحصول على المعلومات، التي ستعين التلاميذ على اتخاذ القرار الصحيح، بشأن مرحلة ما بعد الباكلوريا. برنامج حافللما حل نبيل، ضمن مجموعة من زملائه من حي هامشي بالبيضاء، على متن حافلة وضعت رهن إشارتهم، كانت سارة قد أوصلها للتو والدها بسيارته الخاصة، ولما ولجا مبنى الثانوية الإعدادية لمجموعة "إلبيليا" في آنفا بالبيضاء، اكتشفا أن الملتقى يتميز عن غيره بشكل لافت، إذ أن المنظمين، أعدوا لهما برنامجا حافلا ودقيقا، وفق منهجية علمية، تقتضي التدرج، وينقسم إلى ثلاث مراحل، ويسمى "المقاربة الثلاثية الأبعاد".هذه المقاربة، قالت بشأنها، نجوى ربيع أندلسي، المديرة العامة لفرع التعليم العالي لـ"إلبيليا"، إنها "أساسية جدا، تبدأ باستجماع المرشح للباكلوريا للمعطيات، ثم المرور إلى مرحلة الفرز بناء على ما يلائم القدرات الشخصية، وأخيرا اتخاذ القرار الحاسم". الذكاء الإلكترونيعندما وصل نبيل وسارة، إلى الملتقى في دورته الرابعة، وجد في المدخل متطوعات ومتطوعين في التنظيم من طلبة المجموعة، يسلمونهم مطبوعات منها كتيب مجاني، يعد كنز معلومات عن الدراسات العليا بالمغرب، وفيه كل ما يتعلق بشروط التسجيل فيه، وتفاصيل أنظمتها البيداغوجية، وعناوينها، والآفاق المهنية التي يوفرها التكوين فيها.كما وجدا أن المنظمين استقطبوا خبراء ومسؤولين مغاربة أجانب، بينهم بنداود مرزاقي، المدير المركزي للتعليم الخاص بوزارة التربية الوطنية، وعبد الحميد بنداود، المدير المركزي لقطاع التعليم العالي بوزارة التعليم العالي، وجورج أسيراف، المسؤول بالمكتب الوطني الفرنسي للتوجيه التربوي وسمير بنمخلوف، المدير المغربي بالعملاق العالمي لتكنولوجيا الاتصال "ميكروسوفت".هؤلاء المسؤولون، حاضروا في ندوة افتتاحية، حضرها نبيل وسارة، عن أهمية المقاربة الثلاثية الأبعاد وعن دور الذكاء الإلكتروني والوسائط التكنولوجية في التوجيه الدراسي، فتعرفا لأول مرة، على تطبيق إلكتروني خاص بالهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية، أعده المكتب الفرنسي "أونيسيب"، ويجري التفكير بالمغرب، على إعداد واحد مماثل.ويسمح التطبيق للتلاميذ، بإمكانية القيام بالتوجيه الدراسي، إذ يوفر لمستعمليه قاعدة معطيات عن التعليم العالي بفرنسا، ويتيح إمكانية الارتباط والتواصل بمجموعات من التلاميذ لهم الاهتمام الدراسي ذاته، وتبادل المعلومات، في أفق الحسم في المصير الدراسي بعد الحصول على شهادة الباكلوريا بشكل أفضل.عندما فرغ نبيل وسارة من أشغال الندوة الافتتاحية، غادرا القاعة التي احتضنتها، نحو ساحة إعدادية "إلبيليا"، وهناك وجدا في انتظارهما أروقة للجامعات والمدارس العليا بالمغرب وخارجه، ينتظرهما فيها منتدبون ومستشارون في التوجيه تابعون لتلك المؤسسات، ويجيبون، عن استفسارات زملاء نبيل وسارة، والذين وصل مجموعهم على مدى يومين 6 آلاف تلميذ وتلميذة. قطب المهنفي فضاء الأروقة، يوجد "قطب المهن"، وفيه يمكن للتلاميذ، في واحدة من الفرص النادرة، لقاء أطر شركات ومقاولات شهيرة بالمغرب، في قطاعات البناء والأشغال العمومية والصناعات الغذائية والتجارة والتسيير والنقل واللوجستيك، ويطلعونهم على تجاربهم الشخصية، والكفاءات الدراسية والشخصية المطلوبة وظروف ممارسة تلك المهن.وبالنسبة إلى نجوى ربيع أندلسي، جاءت فكرة تخصيص "قطب للمهن" في هذه الدورة، من منطلق أنه "لا تكفي مساعدة التلاميذ على التوجيه وتعريفهم بالآفاق المهنية للمسارات الدراسية المقترحة، بل من الضروري التعرف بشكل مباشر على نماذج وأطر مهنية والتواصل معها بشأن القطاعات التي تشتغل فيها".في فضاء الأروقة، توجه اهتمام نبيل، الذي يعد الباكلوريا في تخصص العلوم الإنسانية، نحو رواق كلية الآداب والعلوم الإنسانية لجامعة محمد الخامس بالرباط، والشعب التي تتيحها، ونحو رواق لمهن الإعلام والاتصال المؤسساتي.أما سارة، التي تعد الباكلوريا في تخصص العلوم الرياضية، فقد أمضت حوالي 40 دقيقة برواق "كومبوس فرانس"، لأنها تفكر في متابعة دراستها بالخارج، كما أولت اهتماما خاصا برواق يهم شروط وظروف سير الدراسة بالأقسام التحضيرية لولوج المدارس العليا.الدورة الرابعة لأيام "مسالك النجاح"، تميزت بتنظيم 27 ندوة ومائدة مستديرة، واعتمدت على تقنيات وآليات، مكنت حوالي 18 ألف تلميذ من مختلف مناطق المغرب، من متابعة أشغالها، افتراضيا، عبر منصة إلكترونية، فلم يكن هناك فرق كبير بين ما استفادت منه سارة ونبيل، وبين ما عاينوه عبر المنصة. "مسالك النجاح" في أرقام انتهت الدورة الرابعة من الملتقى، بتوزيع 6300 دليل مطبوع خاص بالدورة، و1000 دليل مجاني حول الدراسات العليا بالمغرب، كما وصل عدد الاستشارات الموجهة إلى 1100 بالمكان عينه، سهر على إسدائها طاقم من مستشاري التوجيه المتخصص بلغ عددهم 60، زيادة على منتدبي 220 مؤسسة مشاركة.وفي انتظار الكشف عن نتائج استطلاع رأي يجرى سنويا، تشير معطيات عن الدورة الماضية، إلى أنها استقطبت 5500 زائر، 39 في المائة منهم من القطاع الخاص و61 في المائة من القطاع العام، 83 في المائة منهم مرشحون للباكلوريا، و17 في المائة من طلبة الأقسام التحضيرية للمدارس العليا.ويتوقع المنظمون، أن يكون تقييم المشاركين من الزوار والشركاء لدورة السنة الحالية، أفضل من تقييم السنة الماضية، والذي انتهى بتأكيد 79 في المائة من التلاميذ والآباء أنهم راضون جدا بما قدم لهم، في حين أكد 68 في المائة من الشركاء، وأساسا العارضين والمتدخلين، أنهم راضون جدا، عن مستوى التنظيم، والخدمات التي وفرتها مجموعة "إلبيليا".