إن ضبط النفس مهارة تكتسب تدريجيا مع الخبرة والتجربة وأيضا بالنضج، حسب مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي ل"الصباح". وتختلف طريقة ضبط النفس من شخص إلى آخر، إذ في الوقت التي يتحلى بها البعض في سن مكبرة وينجحون في التحكم في سلوكاتهم خلال مواقف انفعالية، فإن فئة أخرى تجد صعوبة كبيرة في ذلك. "إن الإنسان بطبعه حين يغضب فذلك شعور طبيعي، لكن حين نتحدث عن ضبط النفس لا نتحدث عن ذلك الإحساس بقدر ما يتعلق الأمر بالسلوك الذي يأتي بعده"، يقول علوي أمراني، موضحا أن طريقة التعبير عن الغضب تختلف من شخص إلى آخر. وقال علوي أمراني إن من ينجحون في ضبط النفس خلال الغضب تكون لديهم مرجعية إنسانية مكتبة، من خلال أفراد من محيطهم أثروا فيهم بطريقة إدارة المواقف الصعبة. أما من يفشلون في ضبط النفس خلال الغضب، فذلك يرجع إلى تأثرهم منذ الطفولة بمحيطهم، بسبب حالات كانت تلجأ إلى العنف الجسدي أو اللفظي كلما واجهت موقفا صعبا، وبالتالي يترسخ السلوك نفسه لديهم ليتحول إلى نوع من الإدمان سلوكي. وكلما اكتسب الشخص عند تعبيره عن الغضب امتيازا أو استفادة مثلا، أن يلبي الطلب الآخر لطلباته عند لجوئه إلى العنف تشجع على التمادي في ذلك ولا يكون في حاجة إلى ضبط النفس. وعن الخطوات التي يمكن اتباعها لضبط النفس، قال علوي أمراني إنه يمكن اعتماد نوع من الاستباقية حتى يعرف الشخص كيف يمكن أن يتصرف إذا واجه مواقف انفعالية. ونصح علوي أمراني الشخص أثناء الانفعال بالعد من ألف بشكل تنازلي لمنح نفسه مهلة للتفكير في رد فعله، بعيدا عن أي تهور. أ. ك