معرض تشكيلي بسيدي رحال الشاطئ يحتفي بالمنجز الصباغي للفنانة العصامية يتواصل برواق "الجوهرة السوداء" بسيدي رحال الشاطئ، معرض تشكيلي للفنانة كنزة المكداسني، بعنوان "عين القلب". المعرض الجديد، الذي من المرتقب أن ينتقل بعد أسابيع إلى المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، تواصل فيه الفنانة التشكيلية العصامية تقديم منجزها الصباغي، الذي استثمرت فيه تجربتها في الحياة وذاكرتها البصرية، في أشكال وألوان تضعها على لوحاتها التي جابت مناطق مختلفة بالمغرب وخارجه. وحظيت التجربة الفنية لكنزة المكداسني، التي تعيش بين المغرب وهولندا، بمتابعة نقدية من قبل نقاد وباحثين جماليين، إذ سبق للباحث والناقد عبد الله الشيخ أن أشرف على كتاب جماعي يتناول تجربتها التشكيلية بعنوان "كنزة المكداسني.. عين القلب" بمشاركة مجموعة من الأقلام الجمالية. وضمن الكتاب نفسه كتب الناقد والباحث الفني إبراهيم الحيسن عن أعمال المكداسني قائلا إنها "تتأرجح بين الواقعية الفطرية والتعبيرية اللونية، وهي طافحة بالكثير من المعاني والدلالات الأيقونية المستعارة من الخبرة الذاتية ومن التجربة الفردية في الحياة. مواضيعها عديدة ومتنوعة كحياتها تغترفها من قاع المجتمع، وتعكس في عموميتها التمسك بالمنابع والتربة والوفاء لذكريات الصبا والطفولة". وأضاف الحيسن أن أعمال المكداسني التصويرية "مفعمة بتيمات بسيطة ومبسطة تمتحها من الطبيعة والأرض ومعالم البيئة الحيّة: الحدائق، المزهريات، وجوه آدمية تتسلى داخل بساتين ملونة بملامح وسحنات شبه تجريدية متحولة ومؤسسة على إيقاع الألوان الشفيفة والكثيفة المؤسّرة بخطوط إحاطة، مبرزا أن الفنانة كنزة تستعمل اللون كقيمة حسية للتواصل والتخاطب والحوار، وكثيرا ما تتملكها الألوان على غرار ما استنتجه بول كلي P. Klee. المادة اللونية، إذن، هي لعبتها وأفقها الجمالي الذي يمنحها الإمكانيات الكاملة لشغل المساحات والكتل بسحنات تعبيرية عالية وتحويلها إلى رؤية ذاتية عابقة بالمشاعر والأحاسيس". من جهته اعتبر الناقد الهولندي، فيليب مارك سيلبير نبيخ، أن أعمال الفنانة كنزة المكداسني "عرفت تطورا مدهشا من التشخيص إلى التجريد. فألوانها فاتنة، ودقيقة، ولطيفة، وعجائبية. وهي ألوان جعلت منها فنانة ملونة بارعة . لوحاتها الناعمة ذات انسجام بالغ ، وتبرز أشكالا طبيعية كالزهور، والحيوانات، والنباتات، وأحيانا وجوها نسائية داخل اللوحة أو فراشات. لقد أصبح عمل كنزة أكثر نضجا وانسجاما. فمنذ 2010، قامت بعدة خطوات متقدمة، حيث خلقت جوا فردوسيا طافحا بالحب. إن لهذه الفنانة العصامية أسلوبا شخصيا وأصيلا، حيث أصبحت شخصية منفردة ذات أسلوب مختلف عن الفنانين الآخرين. فأنا دائما في حالة فضول لتتبع تطور عملها الفني في المستقبل". عزيز المجدوب