مولاي عبد الله… الفوضى “تفسد” الفرجة

اختتمت، أخيرا، فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار، الذي نظم خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 18 غشت الجاري. وسجل الموسم هذه السنة تراجعا في عدد الزائرين خلافا للمواسم السابقة، بسبب قرارات اعتبرت، حسب عدد من المهتمين، غير مسؤولة وذلك بمنع الزائرين أصحاب السيارات من الولوج إلى الموسم مساء، ما تسبب في ارتباك داخل الموسم ودفع العديد من الزائرين إلى العودة إلى منازلهم. إعداد: أحمد سكاب (الجديدة)/ تصوير (أحمد جرفي) لم تكن نسخة مولاي عبد الله لهذه السنة مثل سابقاتها، إذ سجلت العديد من الثغرات التنظيمية، التي أفسدت الفرجة التي اعتاد الموسم تقديمها لزواره. تراجع عدد متتبعي السهرات سجلت السهرات الفنية تراجعا مهما في عدد متتبعيها، حيث تابع السهرات الثلاث الأولى المخصصة للمديح والسماع ما يناهز 15000 متفرج، شاركت فيها كل من مجموعة السماع والمديح، الحاج الناصري دلال، وجمعية الأفراح للموسيقى الصوفية بالجديدة(تيسة)، ومجموعة سعيد برادة، وجمعية أبي شعيب أيوب السارية بأزمور (محمد لحنش)، ومجموعة طائفة الشيخ الكامل. فيما تابع سهرة الأغنية التراثية 25 ألف متفرج، حيث عرفت مشاركة كل من جمعية أحواش عاود تيزنيت، وفرقة عبيدات الرما (خريبكة). وعرفت سهرة اليوم الخامس حضور حوالي 30000 متفرج، شارك فيها كل من الفنان وليد الرحماني، والفنان يوسف ملاس، ومجموعة جيل العيطة بالجديدة. وسجلت سهرة اليوم السادس، التي شارك فيها الفنان عبد الله الداودي، إلى جانب كل من عادل المذكورين وأوركتسرا عزيز الحلوي، ما يقارب 25000 متفرج. فيما عرفت سهرة اليوم السابع التي شهدت مشاركة الفنان عبد العزيز الستاتي، حضور نحو 75 ألف متفرج، وشارك فيها إلى جانب الستاتي كل من الفنان عبد الله لمغاري، والفنانة إكرام الفيلالية. وبلغ عدد متابعي سهرة اليوم الثامن 65000 متفرج، شارك فيها كل من الفنان بدر أوعبي، والفنان ادريس البوعزاوي، والفنان ولد الطويل. وحضر السهرة الختامية حوالي 70ألف متفرج، تابعوا خلالها نجم الأغنية الشعبية سعيد ولد الحوات، إلى جانب كل من أحمد المحفوظي وحميد السرغيني. واعتبرت هذه الأرقام ضعيفة مقارنة مع ما تم تسجيله خلال السنوات القليلة الماضية، وقد أرجع البعض سبب ذلك إلى الفوضى والعشوائية في اتخاذ بعض القرارات، من قبيل منع السيارات بمساحات أكبر، وكذا تكرار اختيار الوجوه نفسها. الفاطمي... تصريحات غريبة كشف المهدي الفاطمي، رئيس جماعة مولاي عبد الله، في تصريحات صحافية، أن عدد زوار الموسم فاق هذه السنة 4 ملايين زائر، وفر بالتالي رواجا اقتصاديا بأكثر من 100 مليار سنتيم، طيلة 10 أيام. وقال الفاطمي إن الموسم بات يشكل موعدا سنويا بحمولة تاريخية وقوة اقتصادية كبيرة، لما يوفره من حركية في البيع والشراء، وتوفير فرص شغل مهمة، مضيفا أن الموسم بهذه الحمولة الكبيرة، أصبح يفوق قدرات الجماعة التنظيمية، وطلب من المؤسسات الحكومية ذات الاهتمام بالقطاع التراثي احتضانه. وحسب مصادر متتبعة لشأن موسم مولاي عبد الله فعدد الزوار هذا الموسم لم يتجاوز مليونين، كما عرف الموسم فضيحة قنوات الصرف الصحي التي كان ضحيتها عدد من التجار والزائرين، والتي قال الفاطمي، في تصريح غريب آخر، إنها صادرة عن أعداء النجاح وإنها كانت بفعل بفاعل، والهدف منها ضرب الموسم. غاب الوزير وحضرت داتي في الوقت الذي كان منتظرا فيه زيارة محمد بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، للموسم، باعتباره الأكبر على الصعيد الوطني، كما يردد الفاطمي دائما، تلقى الأخير صفعة بعد أن غاب الوزير عن النشاط، وهو ما جعل البعض يقدم مجموعة من التأويلات التي لم تكن أغلبها في مصلحة رئيس جماعة مولاي عبد الله. وفي المقابل قامت رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية ، بزيارة لموسم مولاي عبد الله، بحضور عامل إقليم الجديدة بالنيابة محمد سمير الخمليشي، حيث تابعت عروض فن التبوريدة بالمحرك الرئيسي رفقة الوفد المرافق لها، والعروض الفنية والموسيقية، المبرمجة بالمنصة الرسمية. في الاتجاه نفسه شارك وفد إفريقي يتكون من 31 فردا ويمثلون 12 دولة إفريقية، الاحتفالات المصاحبة لموسم مولاي عبد الله أمغار، خلال زيارته للمغرب، المنظمة في إطار رحلة دراسية وزيارة ميدانية لاكتشاف وتعلم النظام البيئي للامركزية والجهوية المتقدمة في المملكة المغربية. وتأتي هذه الزيارة في إطار برنامج مدعوم بمنح مقدمة من صندوق دعم التعاون اللامركزي الدولي الإفريق التابع للمديرية العامة للجماعات الترابية بوزارة الداخلية، و13 جماعة ترابية من المغرب، و16 جماعة ترابية من المستفيدين من المنح. وهمت الزيارة الفوج الناطق بالإنجليزية، الماجستير التنفيذي في إدارة المدن الإفريقية، وكان في استقباله رئيس الجماعة المهدي الفاطمي، حيث شمل البرنامج العام المقرر زيارة مقر المجلس الجماعي لمولاي عبد الله، تم خلالها تقديم رؤية شمولية عن عمل الجماعة، في إطار الحكامة وخطة العمل، وتعزيز الثقافة والتراث رافعة أساسية للتنمية المحلية والاستدامة، كما شارك الوفد في الاحتفال والأنشطة الخاصة بموسم مولاي عبد الله أمغار، والاستمتاع بأجواء عروض التبوريدة. وقدمت للوفد الإفريقي شروحات مستفيضة حول تاريخ الموسم، وارتباط المنطقة بجذوره التاريخية، والتعريف بغنى التراث المغربي الضارب في القدم. أنشطة دينية وقنص بالصقور... نقطة الضوء تكتسي الأنشطة الدينية أهمية بالغة بموسم مولاي عبد الله أمغار، والتي نشأ على أساسها لأول مرة، باعتباره ملتقى احتفاء قبائل دكالة بتخرج "المحاضر" الذين يحفظون القرآن الكريم. وحفاظا على هذه الهوية دأب المجلس العلمي المحلي للجديدة على تنظيم حلقات وعظ وإرشاد ومسابقات علمية وفي التجويد، حيث تتوزع المظاهر الدينية بضريح الولي الصالح والمسجد التابع له، بتقديم دروس دينية وندوات ومحاضرات علمية، وأمسيات قرآنية، واستشارات دينية لفائدة زوار الموسم والمغاربة المقيمين بالخارج. إلى جانب برمجته للأنشطة الدينية والعلمية والثقافية، يستند موسم مولاي عبد الله أمغار على جانب مهم من الهوية المغربية والتراثية، حيث يتميز بتقديم عروض لفنون الصقارة للشرفاء القواسم ذات الجذور المشتركة مع قبائل أصيلة بالمشرق العربي. ويحتضن موسم مولاي عبد الله أمغار القنص بالصقور لأنه يُعد تراثا مغربيا أصيلا وتقليدا عريقا محكوما بطقوس متفردة. وأشار عبد الجبار بلحرشة، مدير الشركة المنظمة، إلى أن هذه الأخيرة أخذت على عاتقها تقديم تجربة متميزة تليق بحجم الموسم الذي بات من أكبر المواسم على الصعيد الوطني، حيث تم الوقوف على كل الترتيبات الهامة والحيوية، شملت إحداث تغييرات على مستوى "المحرك" الأول والثاني لمرور فقرات فن التبوريدة في أحسن الظروف، كما تم وضع رهن إشارة الخيالة ما يقارب طنا و 500 كيلوغرام من البارود، إضافة إلى تثبيت مدرجات إضافية بالمحرك الثاني بإمكانها استيعاب عدد أكبر من عشاق التبوريدة، وكذا توفير خدمات صحية بأطقم طبية وتجهيزات مختلفة، بغاية التغلب على كل الحوادث المحتملة في صفوف الخيالة. وأشار بلحرشة إلى أنه تم تخصيص منصة رسمية لإحياء السهرات بمواصفات عالية وبجودة كبيرة، وهي المواصفات التي يتم العمل بها بأكبر المهرجانات الدولية.

مولاي عبد الله… الفوضى “تفسد” الفرجة

تراجع عدد الزائرين بسبب سوء التنظيم ومنع أصحاب السيارات من الولوج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أسعار المقررات تورط المدارس الخاصة

الإجهاد المائي يستنفر والي بني ملال خنيفرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات