تأتي تكريما لأرواح 350 ألف جندي بمقبرة لبولوريس بسان رافاييل من بينهم العديد من المغاربة مثل عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، جلالة الملك، في حفل تخليد الذكرى الثمانين لإنزال "بروفانس"، الذي جرى، أمس (الخميس)، بسان رافاييل برئاسة رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون. وكان رئيس الحكومة، مرفوقا خلال هذا الحفل، الذي أقيم بالمقبرة الوطنية لبولوريس بسان رافاييل، بسميرة سيطايل، سفيرة جلالة الملك بباريس. ويندرج هذا الحدث في إطار دورة لإحياء الذكريات ذات البعد الدولي، تنظم طيلة هذه السنة للاحتفال بالذكرى الثمانين لعمليات الإنزال. ويأتي تكريما لأرواح 350 ألف جندي نزلوا في 15 غشت 1944 في بروفانس، معظمهم فرنسيون وجنود متحدرون من بلدان إفريقية، من بينهم العديد من المغاربة. وتميز تخليد هذه الذكرى بإلقاء كلمات تكريمية وتوشيح الرئيس ماكرون لثلاثة من قدامى المحاربين الذين قاتلوا إلى جانب الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، من بينهم المغربي العربي جاوا، الذي نال وسام جوقة الشرف بدرجة فارس. وترأس ماكرون مراسم الذكرى الـ 80 لإنزال "بروفانس"، والذي يهدف إلى تكريم جنود البلدان الإفريقية التي شاركت في الإنزال سنة 1944، وسط حضور رؤساء دول آخرين، من بينهم الرئيس الكامروني بول بيا، فضلا عن خمسة رؤساء دول وحكومات أفارقة آخرين من توغو وجمهورية إفريقيا الوسطى، وجزر القمر، والغابون ورئيس الحكومة المغربية. وأشاد ماكرون بالجنود الأجانب، الذين كانوا على استعداد للتضحية من أجل فرنسا، وأعرب عن امتنانه البالغ "لأبطال 15 غشت"، وكرم ستة من المحاربين القدامى الذين حضروا الحفل، لمشاركتهم في الحرب العالمية الثانية، مشيدا بدور الجنود المغاربيين والفرنسيين من جزر ما وراء البحار، بدعم من الفرنسيين في المقاومة في البلاد، والأمريكيين، والبريطانيين والكنديين، فضلا عن الجنود الأفارقة، الذين ساهموا في تحرير البلاد. واستذكر الرئيس الفرنسي الدور الذي لعبه "جيش إفريقيا" أثناء الإنزال في "بروفانس"، ليلة 14 إلى 15 غشت 1944، مؤكدا أن فرنسا لم تنس شيئا من التضحيات، التي قدمها الجنود من الكونغو وبنين ولا تضحيات شعوب بوركينا فاسو ومالي والنيجر، معتبرا أنه "يجب أن تلقب شوارعنا ومياديننا بأسمائهم لترك أثرهم الخالد في تاريخنا". وتم إنزال "بروفانس" جنوب فرنسا في 1944 ببناء جسر على سواحل بروفانس، واستعادة السيطرة على موانئ "تولون" و"مرسيليا" ومن ثم الصعود على طول نهر "الرون"، من أجل الالتحاق بجيش "باتون" وتحرير الأراضي الفرنسية من الاحتلال الألماني. وشارك في العملية جنود قدموا من المستعمرات الفرنسية السابقة بإفريقيا. ياسين قُطيب