الدورة 12 للمهرجان تحتفي بالتصنيف الأممي لديوان المغاربة تحتضن أزمور، في الفترة ما بين 5 إلى 7 شتنبر المقبل، الدورة الثانیة عشرة للمهرجان الدولي لفن الملحون. وتحتفي الدورة بالتصنيف الأممي لتراث الملحون، حيث تخصص لياليه لحكاية قصة الملحون منذ البدايات إلى عصر "صابة" شيوخها، وتصف "بهجة أَسرارها" المتفرقة عبر كل مراكز الملحون بالمغرب، والتي اجتمعت حول القصيدة أو الكلام أو السجية وحول الإنشاد أو الكريحة. وتخصص ملحونيات ندوتها العلمية للمناسبة لمناقشة قضية آنية من خلال سؤال محوري : ماذا بعد هذا الإعُتراف الأممي بتراث الملحون تراثا لا ماديا للإنسانية؟ وأوضح بلاغ الجهة المنظمة أن شعر الملحون شكل عبر قرون ديدن المغاربة وديوانهم الذي أودعوا فيه سيرورة حياة مجتمع بأكمله ضمنته همومه وآهاته وأَفراحه ووجدانه وتجاربه. وأضاف البلاغ أن طرح سؤال "ماذا بعد الاعتراف الأممي" يرمي إلى تحقيق مقاصد ثلاثة رئيسة هي :التوثيق، والتعريف، والإشعاع من خلال ثلاثة مداخل محورية. يهم المدخل الأول دَرس شعر الملحون بالجامعة المغربية؛ والذي سيمكن من توجيه البحث العلمي لدراسة هذا التراث المغربي وسبر أغواره وإيلاء المتن الشعري الملحوني وشعرائه المكانة الحقيقية ضمن فسيفساء الإبداع الشعري المغربي وتجلياته وأبعاده الإنسانية. والمدخل الثاني يرمي إلى إحياء مراكز الملحون بالمغرب، والتي احتضنت شعراء الملحون ومنشديه وهواته وطقوس قول الشعر وإنشاده وتداوله وتعلمه واستمراره؛ من خلال التأسيس ودعم مهرجانات وملتقيات هادفة ورصينة وشفافة ويمكن تحقيقه بشراكة بين "وزارة الشباب والثقافة والتواصل" والمؤسسات المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني المختصة، الهدف الأساسي منهُ تثمين تراث الملحون وترسيخه بوصفه فاعلا هوياتيا في حياة المجتمع. أما المدخل الثالث فيهم التوثيق الشعري والنغمي من خلال طبع دواوين شعراء الملحون، وهو محور تأكيدي للعمل الجبار الذي تقوم به أَكاديمية المملكة المغربية والذي يعد مرجعا ضروريا لتفعيل باقي المحاور وتنشيط عُملها، كما يعتبر تحقيقا لذاكرة شعر الملحون وصونا لها من الضياع والتزوير، لذلك يعتبر الاستمرار في إصدار الدواوين ضَرورة ملحة لاستكمال صورة ومعالم تراثنا الشعري المغربي. إصدار "سلسلة أنطولوجيا الملحون"، والتي بالحديث عنها نفكر تلقائيا في كلية تلك البنية التي حددت وجود هذا المنتج الزاخر بالإبداع الشعري والإنشادي والموسيقي والطقوسي الاحتفالي دَاخل المجتمع المغربي؛ مع ما يصاحب ذلك من مكونات علائقية ترتبط بالآلات الموسيقية والألبسة وصناعاتها وتأثيث الجلسات والنزهات وما يرتبط بها من أعراف قول الشعر وإنشاد القصائد وتربية المريدين على مشيخة "الشجية" ومشيخة "الكريحة". أحمد سكاب (الجديدة)