استطلاع قال إن 13 في المائة لديهم اشتراكات في المنصات الرقمية في وقت يطالب فيه الكثير من المغاربة بإحياء السينما، وبناء القاعات وتشجيع الأفلام، يبدو أن هناك منافسا قويا يستحوذ على زبناء السينما في المغرب، ويتعلق الأمر بالمنصات الرقمية، التي تعرض الأعمال التلفزيونية والأفلام السينمائية. ووصلت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة "سونيرجيا" إلى أن 13 في المائة من المغاربة المستجوبين، لديهم ولوج إلى هذه المنصات الجديدة، سواء عبر اشتراك شخصي أو أسري أو مشترك، إذ يستطيعون مشاهدة الأفلام والمسلسلات وغيرها، على "نتفليكس" أو "ديزني" أو "شاهد" وما على شاكلتها من منصات. وقالت نسبة 52 في المائة من المغاربة، الذين لديهم ولوج إلى المنصات الرقمية، إن شكل المشاهدة الجديد قلص بشكل معين عدد خرجات السينما، التي كانوا يقومون بها في السابق، قبل وجود المنصات الرقمية. وأكدت نسبة 23 في المائة من المستجوبين، جوابا عن السؤال نفسه، إنهم ما يزالون يحافظون على الإيقاع نفسه، في ما يتعلق بحضور الأفلام في السينما أو المسرح، بينما صرحت 25 في المائة، أنها لا تقوم بهذا النوع من الخرجات أبدا. وما يهدد مشاريع السينما أكثر، هو أن الأجيال الصاعدة والشباب أكثر الفئات إعراضا عنها، إذ أن 56 في المائة من الفئة العمرية ما بين 18 عاما و34، قالوا إنهم قلصوا عدد خرجاتهم إلى السينما والمسرح، بسبب ولوجهم إلى المنصات الرقمية. وأما بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يقومون أبدا بخرجات السينما والمسرح، فترتفع نسبتهم في صفوف 74 في المائة، في صفوف الفئة العمرية ما بين 55 سنة و64، وتصل إلى 50 في المائة عند سكان المجال القروي، والفئة السوسيومهنية من فئة "ث" و"ج"، بنسبة تصل إلى 38 في المائة. وأصبح هناك إقبال كبير من قبل الشباب المغربي على وجه التحديد على المنصات الرقمية، على اعتبار أنها توفر مميزات كثيرة، من قبيل جمعها بين الأفلام والمسلسلات والأفلام الوثائقية، والبرامج الكوميدية وأفلام "الأنيمي" وغيرها من أشكال الإبداع، عكس السينما التي تعرض الأفلام فقط، إضافة إلى تطور الأعمال التلفزيونية الأجنبية، التي أصبحت تضاهي الأفلام السينمائية، ما يجعل فئة عريضة تهتم بالمسلسلات أكثر من الأفلام. عصام الناصيري