هناك ألعاب أولمبية تجري وقائعها بالحلبات والملاعب والمضامير وأحواض السباحة والغطس والقنص والرماية والمبارزة و"ركوب الخيل"، وهناك ألعاب أخرى موازية تقع في "جنح الظلام"، دون حكام ولجان مراقبة و"بوديومات" تتويج، ومقرها غرف القرية الأولمبية بباريس وأجنحتها. في "قرية الحب"، يتذكر الرياضيون والرياضيات من مختلف الجنسيات والدول بأن لـ"أجسادهم" عليهم حقا، وأن الحياة لا يمكن اختزالها في مجموعة تداريب شاقة وحصص تركيز ومواعد دقيقة للنوم والأكل والاستيقاظ، كما يقتنعون، دورة بعد دورة، بأن الفوز بالميداليات والألقاب، لن يكون "أقوى" وأنبل من "توطيد" العلاقات الإنسانية بين شعوب العالم. وتكشف دراسات بأن الرياضيين، المؤهلين إلى نهائيات الأولمبياد في جميع مراحلها، من أكثر البشر تعطشا للجنس والعلاقات الحميمية، إذ سجلت دورات سابقة "فوضى غرامية" عارمة، نتجت عنها حالات حمل واختلاط أنساب وإصابات بأمراض وفيروسات. ولأنه لا يمكن منع الرياضيين من ممارسة "النزالات الصغرى" مباشرة بعد "النزالات الكبرى"، تفتقت عبقرية المنظمين، منذ دورة لندن 2012، على توزيع آلاف الواقيات الذكرية بلغت رقما خياليا في تلك السنة (170 ألف واق)، وضعت بوفرة رهن إشارة "الممارسين"، في خطوة أغضبت المدربين والمؤطرين. وقال هؤلاء إن كل ما يحرثونه بالنهار في التداريب والتركيز والابتعاد عن الإجهاد الجسدي والاقتصاد في "الطاقة"، يتم "دكه" في الليل دكا، في وجود ظروف مواتية لممارسة الحياة الطبيعية، تشجع عليها الدول المنظمة، التي تهمها النتائج الرياضية بكل تأكيد، لكن تهمها، أيضا، أن يغادر الرياضيون القرية سالمين غانمين، وفي أذهانهم ذكريات "جميلة"، والأهم، أن يغادروا دون أمراض وفيروسات منقولة عن الاتصال الجنسي. وفي وجود آلاف الرياضيين والمؤطرين في المكان نفسه، في أجواء ملتهبة حماسا وشوقا للفوز، تتنافس الشركات المصنعة للواقيات الذكرية التي تعتبر ذلك "سوقا" مربحا، خصوصا بعد الرقم القياسي المسجل في دورة ريو دي جانيرو بالبرازيل 2016، حيث تم توزيع 450 ألف غشاء بلاستيكي شفاف. في القرية الفرنسية، الممتدة على مساحة 54 هكتارا في الضاحية الشمالية لباريس، بلغ التنافس أشده بين الشركات لتوفير 240 ألف واق، تكفي لتغطية طلبات 14500 مقيم من الرياضيين والرياضيات والمؤطرين، يفضل أغلبهم "الجنس" تمرينا لطرد الطاقة السلبية وإزالة العياء والبحث عن مزيد من التركيز. وتحترم الشركة النائلة للصفقة معايير الجودة ومقاربة النوع، إذ توفر واقيات للذكور وأخرى للإناث وثالثة لبعض الممارسات الأخرى، وواقيات بمراهم وأخرى خالية من الدهون ونوع من المواد الطبيعية غير المضرة بالصحة، وصولا إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المساواة في بلد الأخوة والحرية. وفي النهاية، إذا لم تأت بالقدم تأتي بالقلم! يوسف الساكت للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma