رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان أكد أن فتح قنصليات في الصحراء يعتبر أرقى تجسيد للاعتراف الدولي أكد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن المغرب راكم في ظل عهد الملك محمد السادس، مكاسب دبلوماسية فرضت تغير المقاربة الأممية وتعاطي المجتمع الدولي مع قضية الصحراء. وأوضح عبد الفتاح، في حوار مع "الصباح"، أن افتتاح البعثات الدبلوماسية في العيون والداخلة، يعتبر أرقى تجسيد للاعتراف الدولي بمغربية الصحراء. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: برحو بوزياني اتسم عهد الملك محمد السادس بتحقيق انتصارات كبرى في تدبير ملف الصحراء. كيف تقيمون تطور الدبلوماسية المغربية ؟ لعل أهم المكاسب الدبلوماسية التي راكمتها المملكة، أخيرا، هي تلك المتعلقة بتغير المقاربة الأممية بخصوص قضية الصحراء، إذ بات تعاطي المجتمع الدولي مع الملف ينحو إلى مزيد من الوضوح، ومزيد من العقلانية والواقعية، كما بات يتقاطع إلى حدٍ كبير مع الموقف المغربي، ومع مبادرة الحكم الذاتي، هذه الأخيرة التي تصفها قرارات مجلس الأمن وتقارير الأمين العام الأممي، وحتى توصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة تصف هذه المبادرة بالمصداقية والجدية وذات الأولوية. كما تكرست هذه المقاربة العقلانية بالخصوص في قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2703 الصادر في أكتوبر 2023، إذ قطعت مع كافة الطروحات الراديكالية الانفصالية، وباتت تنسجم بشكل كبير مع الموقف المغربي، وتعترف ضمنيا بواقع السيادة المغربية على الصحراء. شكل افتتاح أزيد من 30 قنصلية بالعيون والداخلة أرقى تجسيد للاعتراف الدولي. ما هي الدلالات القانونية لهذا الاعتراف؟ كان للدينامية الدبلوماسية التي دشنها المغرب في الأقاليم الجنوبية خلال السنوات الأخيرة، على وجه الخصوص، تلك المتعلقة بمسلسل افتتاح القنصليات الأجنبية في العيون والداخلة، والتي ناهزت 30 قنصلية، أثر كبير في ما يتعلق بحسم معركة الاعتراف الدولي لصالح المغرب، بحكم أن افتتاح البعثات الدبلوماسية، يعتبر أرقى تجسيد للاعتراف الدولي بأي واقع سياسي متجسد في أي حيز ترابي. إن مسألة الاعتراف الدولي لها أهمية بالغة في العلاقات الدولية، وتساهم في تكريس شرعية السيادة المغربية، وترسيخها على الصحراء، ومن منطلق القانون الدولي والشرعية الدولية، التي تقوم على أساس التعاطي مع الأمر الواقع أولا، ومن منطلق أن الاعتراف الدولي أيضا يعتبر من العناصر المعنوية المكملة في ما يتعلق بالشخصية القانونية للدول. إن هذا الزخم الذي يحققه المغرب بخصوص مسلسل القنصليات، لا شك أنه يعزز موقفه بخصوص قضية الصحراء، وفي الوقت نفسه يُقوِّضُ وَيُضْعِفُ موقف خصومه وأعداء الوحدة الترابية إزاء هذا الملف. من بيــــــــن الانتصارات التي حققتها الدبلوماسية المغربية، اختراق قلاع للمعسكر الداعم للانفصال. كيف تقيمون الوضع بأمريكا اللاتينية وإفريقيا؟ > تمكن المغرب فعلا من استرجاع زمام المبادرة فيما يتعلق بالمعارك الدبلوماسية، التي يخوضها، خاصة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، بحكم تراجع الزخم، الذي كانت تحظى به الدعاية الانفصالية في الدول الناطقة بالإسبانية، وهو زخم طبعا يعود إلى حقبة الحرب الباردة وسنوات السبعينات والثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي، حيث كان يحظى هذا المشروع الانفصالي بزخم ودعم كبيرين، من قبل أنظمة دول وازنة في أمريكا اللاتينية، في مقدمتهم طبعا فيديل كاسترو، مرورا بعلاقات الجبهة الانفصالية ببعض الكيانات السياسية اليسارية المتمردة مثل منظمة "فارك" في كولومبيا، ووصولا إلى الدعم الذي حظيت به من قبل الرئيس الفنزويلي السابق "إيكو تشافيز"، الذي كان له أيضا حضور الوازن في الساحة. حاليا، هناك تراجع كبير للطروحات السياسية اليسارية بشكل عام وللأنظمة اليسارية كذلك في أمريكا اللاتينية على وجه الخصوص. من جانب ثان، فاليسار في أمريكا اللاتينية نفسه بدأ يراجع مواقفه السياسية خاصة المتعلقة بسياسته الخارجية، فضلا على أن اليسار في أمريكا اللاتينية بدأ يكشف زيف الدعاية الانفصالية، وبدأ يقف على حقيقة الكيان الانفصالي، باعتباره كيانا بعيد كل البعد عن قيم اليسار، باعتباره كيانا متخلفا ورجعيا سبق أن ارتكب انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان، ويقوم على الاستبداد ومصادرة الحريات، وحتى الممارسات الرجعية، من قبيل تكريس العصبيات القبلية. فاليسار في أمريكا اللاتينية بدأ يراجع مواقفه بخصوص قضية الصحراء، ولعل المواقف المعبر عنها من قبل كوبا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إشارة واضحة على تغير تعاطي اليسار العالمي مع هذا النزاع المفتعل، حيث باتت كوبا تعبر عن دعمها للمسار الأممي، وتمسكها بالحل السلمي التوافقي، وعن تأييدها للمقاربة الأممية العقلانية الواقعية بخصوص الملف، وهو موقف متقدم قياسا للمواقف الكوبية التقليدية، التي كانت تدعم الكيان الانفصالي بشكل مطلق. في سطور محمد سالم عبد الفتاح من مواليد العيون 1983 ناشط حقوقي باحث متخصص في ملف الصحراء رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان