عمل فني بثلاث لغات يرصد تجارب فنانين مغاربة احتفوا بتيمة الفروسية صدر، أخيرا، للكاتب المغربي رشيد الشرايبي، كتاب جديد، اختار له عنوان "الفرس في الفن المغربي الحديث"، بثلاث لغات العربية والفرنسية والإنجليزية. والكتاب هو عمل فني يرصد تجارب مجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة، الذين احتفوا بتيمة الفرس في أعمالهم البصرية. وقال الفنان التشكيلي نور الدين عرفي الذي يشتغل في أعماله الفنية على "عين الحصان" إن المنجز الفني والفكري للكاتب والناقد الجمالي رشيد الشرايبي، يعد مجهودا قيما في التعريف بمميزات التشكيليين المغاربة الذين تماهوا مع تجسيد كل محاسن الفرس، بدءا من سلالته البربرية والعربية، مشيرا إلى أن الاحتفاء بهؤلاء الفنانين التشكيليين، في مؤلف" الفرس في الفن المغربي الحديث" والذين تجاوز عددهم الخمسين فنانا، رد الاعتبار للفرس وخدماته التي ارتبطت بالإنسان. وأشار إلى أن التشكيليين الذين اتخذوا من الحصان موضوعا لأعمالهم البصرية تفوقوا كثيرا في تجسيد هذا الحيوان، مضيفا أن له الشرف أن يكون واحدا من ضمن هذه المجموعة، التي كتب عنها الكاتب المغربي رشيد الشرايبي. جماليا لا يمكن الحديث عن نورالدين عرفي دون ذكر جمالية الفرس، فالمبدع وفي لتيمة الحصان، حتى بات واحدا من الفنانين المتخصصين في رسم عيون هذا الحيوان، الذي افتتن به كبار التشكيليين العالميين، من أمثال متيس ودولاكروا. فنان التزم مند 1986 باختيار المسالك الصعبة على غرار المبدعين الباحثين والمهووسين بالثقافة المحلية في أبعادها الرمزية والدلالية. فبداية سجله البصري انطلقت من العراق وتحديدا في أكبر معرض ببغداد خصص للحروفية، حيث مثل المغرب إلى جانب فنانين وازنين من مختلف الأقطار. وخصص أعماله الأخيرة للفرس، حيث يقول إنه مهووس بالحصان العربي وإنه وجد ضالته الفنية في عيون الفرس، مبرزا أن عين الحصان هي أثر دال على هويته، موضحا أن كل حصان قد يتشابه مع الآخر، إلا أنه يختلف عنه في العيون، ومن هنا فشهادة ميلاد أي فرس ترتكز على لون العين وحجمها وكبرها. عرفي فنان آثر الاشتغال على المواضيع الحية مثل الفروسية إلى جانب التركيز على كل ما يعتمر في كيانه ودواخله، إذ يحرص الفنان المبدع على إعادة تمثيل قيم الذاكرة المشتركة في منزعها التشخيصي الواقعي، يستوحي عوالمه المشهدية من ملكته الطبيعية، لكنه يفصح عنها من خلال مهاراته وكفاياته على مستوى الإعداد والإنجاز، ويزاوج بين توسيع الإدراك الجمالي وتحرير المخيلة، بل نكاد نجزم أنه تواطأ بين مخيلة حرة جسورة وإدراك موسع. وتوج عرفي أخيرا بجائزة فنية تقديرية، من طرف جمعية الزاكي والحارت للفروسية، في إطار معرض الفرس، ورصعت مساره التشكيلي الحافل بالجوائز والشهادات. أحمد سكاب (الجديدة)