منذ الإعلان عن احتضان المغرب لنهائيات كأس العالم 2030، يسود اعتقاد بأن هناك متسعا من الوقت، وأن سبع سنوات أكثر من كافية للإعداد، لكن غاب عن أصحاب مقولة "لي بغا يربح العام طويل" أن هناك معطيات استثنائية في سباق المونديال المشترك قد تضيق هامش تدارك الكبوات في حال لم يتم التحكم في سرعة الاستعداد. عكس احتضان النهائيات من قبل بلد واحد، يفرض التنظيم المشترك أجندة متناسقة بين البلدان المستضيفة، وهو ما يضع أمام المغرب تحديات مضاعفة بالنظر إلى تفوق إسبانيا والبرتغال في بعض مؤشرات الجاهزية، وإذا لم تؤخذ هذه المعادلة على محمل الجد، فقد نجد أنفسنا متأخرين عن مسار السرعة النهائية نحو المباراة الافتتاحية. ولا يجب الاطمئنان كثيرا للسنوات السبع لأنها ستتقلص بعد أشهر قليلة إلى خمس، علما أن مواعيد التفتيش النهائي من قبل الجهات الوصية لـ "فيفا" تنطلق قبل صيف المونديال بسنة أو أقل قليلا، ما يعني بلغة كرة القدم أن الزمن المتبقي من الوقت القانوني لا يتعدى أربع سنوات غير قابلة للتمديد وليست هناك فرصة لمنحنا وقتا بدل الضائع. قد لا تتطلب مشاريع إعادة تهيئة الملاعب الموجودة حاليا وقتا كبيرا، كما هو حال أغلب المنشآت الرياضية المرشحة لاحتضان النهائيات في إسبانيا والبرتغال، لكن الأمر عكس ذلك في بعض المواقع المغربية التي يجب أن تنبعث من تراب مثل ملعب البيضاء الكبير الذي مازال على الورق إلى حدود الساعة، على أن إنشاء مركب بمعايير عالمية في منطقة خلاء، يعني بناء مدينة متكاملة الأركان في محيطه، بدءا بجميع أنواع الربط بالبنيات التحتية من طرق وماء وكهرباء واتصالات وسكك حديدية و"طرام" أو ربما القطار الجهوي السريع (إر.او. إر)... والخطر كل الخطر أن تغرق معالم خارطة الطريق إلى المونديال في مستنقع الزمن السياسي، ونسقط في فخ المغالطة التي تقول إن كلفة العرس الكروي العالمي ستتحملها حكومة ومجالس مدن ما بعد انتخابات 2026، التي ستحتاج بدورها إلى أكثر من سنة لتشخيص الأوضاع وصياغة برامج العمل، في حين أن هناك مشاريع قد تتطلب أكثر من مدة ولاية حكومية أو فترة انتدابية بمجالس مقاطعات وجماعات ومدن وجهات. أكيد أن الجهات الوصية أدركت أن المغرب ينتظره سباق ضد الساعة، على غرار لغة عدائي المسافات المتوسطة، خاصة بعد تلك التسريبات الخارجة من كواليس جولات مكوكية إلى مدن المونديال، قام بها وزير الداخلية ورئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، تكشف النقاب عن تفاوت في السرعات بين دوائر القرار وجبهات التنفيذ على الأرض. ولا بد أن تعميم تعليمات تحت عنوان "أسرعوا" كما في وصلة "تكتوكية" يتم تداولها حاليا باللغة الفرنسية، خير من أن تأتينا من جارتنا الشمالية: "أبريسوراتي". ياسين قطيب للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma