بخل الوزراء والبرلمانيين ومنتخبي المجالس ينغص على المناضلين يعاني العدالة والتنمية، الذي دبر الشأن العام والمحلي على مدى 10 سنوات، إفلاسا ماليا خانقا بسبب "بخل" وزرائه وبرلمانييه، ورؤساء ومنتخبي مجالسه الترابية، الذين رفضوا منح درهم واحد لصندوق الحزب، ما سيؤثر سلبيا على نوعية وطريقة مشاركته في انتخابات مجلس النواب لـ 2026، وانتخابات مجالس الجماعات المحلية في 2027، ومجلس المستشارين. ورفض عشرات الوزراء ومئات البرلمانيين، ومئات منتخبي المجالس الترابية، والبلديات والمقاطعات، ضخ الأموال في صندوق الحزب الذي يعرف إفلاسا ماليا خطيرا، ما أزعج زعيمهم عبد الإله بنكيران. وشعر بنكيران بالحرج الشديد، لأن ميزانية الحزب تراجعت بحوالي عشر مرات، وهي غير كافية لدخول الانتخابات المقبلة، مؤكدا أن الحزب بعيد عن قيادة الحكومة المقبلة، أو حتى المشاركة فيها. وراج في كواليس الحزب، حسب مصادر "الصباح"، أن "قصوحية راس بنكيران"، هي التي أبعدت الوزراء والبرلمانيين والمنتخبين السابقين عن الحزب، إذ رفض إجراء أي مصالحة معهم وحملهم نتائج "تسونامي" انتخابات 8 شتنبر 2021، البرلمانية والجماعية. وامتعض وزراء وبرلمانيون ومنتخبون سابقون، من لسان بنكيران، الذي "لا يوقر أحدا"، وابتعدوا عنه لتقلب مزاجه، تضيف المصادر، ولعدم كتمان أسرار اللقاءات، إذ يكشف في كل مناسبة عما جرى بينه وبين الآخرين من أحاديث، لذلك فضل الجميع الابتعاد عنه، بمن فيهم وزراء من أحزاب أخرى اشتغلوا معه في حكومته ورفضوا التواصل معه هاتفيا واللقاء به، باستثناء الراحل محمد الوفا، ومحمد نبيل بنعبد الله، أمين عام التقدم والاشتراكية، الذي قاطعه أخيرا بسبب خلاف حول كيفية تدبير مدونة الأسرة، إذ كال بنكيران لقيادة حزب " الكتاب" اتهامات اعتبرت غير لائقة من قبل رفاق بنعبد الله. وامتعض الأعضاء السابقون في حزب "المصباح" من قيمة المساهمة المالية لبنكيران نفسه، التي لم تتجاوز 5 آلاف درهم من تعويض التقاعد، الذي يصل إلى 7 ملايين شهريا، إذ كان عليه أداء 20 ألف درهم شهريا، تضيف المصادر، لتحفيز الآخرين على ضخ الأموال في صندوق حزب يعاني مشاكل تنظيمية وسياسية. وكشف أمين عام العدالة والتنمية أن ميزانية الحزب تراجعت من حوالي 3 ملايير درهم في السنة سابقا، إلى 3 ملايين درهم حاليا. وقال بهذا الخصوص "عندما جئنا في المجلس الوطني الأول بعد المؤتمر طلبت القيام باكتتاب لتوفير المال، من أجل التوجه للانتخابات، والتزمت بـ5 آلاف درهم في الشهر، ولم يلتزم معي سوى شخص واحد هو أخي، ومن حينها إلى الآن التزم ثلاثون شخصا بما مجموعه 30 ألف درهم للشهر، وهذا غير كاف للدخول إلى الانتخابات". وأفاد الأمين العام نفسه أن العدالة والتنمية كان لديه مسار مشرف على العموم، وبعض المراحل الصعبة التي حصلت فيها الأخطاء، ومنها التوقيع على التطبيع مع إسرائيل، وإقرار قانون تقنين استخدام "الكيف"، ثم فرنسة تدريس المواد العلمية على حساب اللغة العربية، وهي إشارة إلى حقبة سعد الدين العثماني. أحمد الأرقام