بنموسى وأيت طالب والمنصوري وعمور في فوهة بركان تفاقمت مشاكل قطاعات وزارية، بفعل رفض الفاعلين السياسات العمومية الإصلاحية التي وضعها فريق عمل الوزراء، وفق ما أكدته مصادر "الصباح". وخاض قرابة نصف أعضاء الحكومة، حربا للترافع عن سياستهم الإصلاحية، لتجنب سوء الفهم المؤدي إلى الإعفاء من الحكومة في التعديل المرتقب بعد عيد العرش، نهاية الشهر الجاري، أو قبل الجمعة الثانية من أكتوبر تحضيرا للدخول السياسي. وعانى قرابة نصف أعضاء الحكومة، كل حسب وضعيته، بسبب توالي الاحتجاجات، فأثر ذلك سلبيا على الوزراء الذين تم جرهم للمحاسبة البرلمانية التي ستتواصل في ما بعد، في حال عدم إعفائهم من الحكومة، تضيف المصادر. وضيع شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية قرابة سنتين من حوار جاف أفضى إلى إضرابات شلت المدارس لأربعة أشهر، وفي الأخير خضع لمطالب النقابات والتنسيقيات في رفع الأجور، والأدهى والأمر، تضيف المصادر، أن نتائج الباكلوريا لهذا الموسم الدراسي، في الدورتين العادية والاستدراكية حققت رقما قياسيا بنسبة 79.4 في المائة، ما أثار شكوك المختصين في البيداغوجيا، وفرق المعارضة التي قررت جره للمساءلة والمحاسبة البرلمانية. ولم يتمكن خالد أيت طالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، بدوره من إقناع طلبة كليات الطب بأن الإصلاح البيداغوجي لن يمس بجودة التعلم، وعانى أيضا بسبب تنسيق ثماني نقابات برفع أجور الأطقم الطبية والتمريضية، بعد توقيع اتفاقيات، وإحالتها على رئاسة الحكومة للتحكيم، فتم اتهام الوزير بأنه لا يتوفر على أي صلاحية في تنفيذ الاتفاقيات. ورغم رصد الملايير لدعم "الكسابة"، لم يفلح محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري، في تقليص أسعار الأضاحي، واللحوم الحمراء والبيضاء على السواء، كما يعاني المواطنون الارتفاع المهول لأسعار الفواكه، إذ سجل لأول مرة أن تقليص نسبة التضخم عموما لم تنعكس على تراجع الأسعار. ولم تفلح فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني وسياسة المدينة، في إقناع ضحايا الزلزال بأهمية المساعدات التي يتلقونها، إذ رغم تحركها لمحاربة مفسدي التعمير، وسد المنافذ على المتلاعبين بتصاميم التهيئة، إلا أنها لم تحل مشاكل القاطنين في الخيم ضحايا الزلزال، من الذين تلقوا الدعم، أو لم يتحصلوا عليه، وأغلبهم واصل احتجاجاته بالحوز وفي الرباط. ورغم أن فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة، الأكثر حظا بسبب دعم الحكومة ورئاستها، فإنها لم تتمكن من إقناع الفاعلين في السياحة بتقديم عرض مغر للأسر المغربية لاستقطابها لقضاء عطلة الصيف، عوض أن يقرر أزيد من مليون مغربي الذهاب إلى اسبانيا، والبرتغال، وتركيا، لوجود أسعار مناسبة، وجودة الوجبات الغذائية، ونظافة الأمكنة. وعانت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي، بسبب منح صفقة كبيرة لشركة أسترالية على حساب شركات مغربية تشتغل وفق معايير دولية مضبوطة، إذ لم تجر تحريا دوليا حول الشركة الأم ومعرفة هل حقيقة دخلت في منازعات بمختلف المحاكم في دول كثيرة بسبب سوء التدبير؟ وهو السؤال الذي ينتظر الإجابة من الوزيرة لتبديد تخوف المختصين في المعادن من نسخ تجربة ما وقع في شركة "سامير". وتصدى عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، ونزار بركة، وزير التجهيز والماء، لمقاومي التغيير، وسدا المنافذ على المفسدين، وخاضا مواجهة المطالب المشروعة لفئات الموظفين بالاستجابة لها، ومع ذلك فمطلوب من بركة توفير الماء للمواطنين في كل الأقاليم ومواجهة العطش. أحمد الأرقام