تعرابت: حان وقت الرحيل

قال خالد تعرابت، رئيس النادي المكناسي، إنه آن الأوان للابتعاد عن التسيير بشكل نهائي، بسبب عدة مشاكل، أبرزها غياب السيولة المالية، وحملة التشويش، التي يتعرض لها منذ ستة أشهر، مشيرا إلى أنه لم يعد لديه ما يقدمه للفريق، لهذا قرر التنحي خلال الجمع العام المقبل. وأضاف تعرابت في حوار مع «الصباح»، أن الإكراهات المالية أكبر عائق يمكن أن يواجه «الكوديم» خلال الموسم المقبل، لهذا ينبغي تدبير هذا الأمر بسرعة، حتى لا يؤثر ذلك سلبا على نتائج الفريق، مذكرا بالخطوات التي قام بها، من أجل إعادة هذا النادي العريق إلى الواجهة مجددا. وكشف تعرابت الأسباب الحقيقية وراء الانفصال عن المدرب عزالدين الدنيبي، وفشل التعاقد مع زكرياء عبوب، وأيضا المعايير المعتمدة في اختيار التونسي عبد الحي بن سلطان، مدربا جديدا «للكوديم»، كما أشاد رئيس النادي المكناسي بالدور الكبير الذي لعبه عامل إقليم مكناس عبد الغني الصبار، من أجل عودة الفريق إلى القسم الأول، دون أن يغفل مساهمات الجهات المانحة. في ما يلي نص الحوار: في نظرك، ما سر عودة "الكوديم" إلى الواجهة؟ أولا، قمنا بترسيخ قانونية النادي المكناسي قبل سنتين، عبر عقد الجموع العامة في آجالها المحددة، والعمل في منظومة مهيكلة كل حسب اختصاصاته، خلافا للسنوات الأخيرة الماضية، التي كان يقوم فيه الرئيس بكل شيء، وهو ما جعل الجهات المانحة تفقد الثقة في المكاتب المسيرة المتعاقبة، خصوصا في السنوات الأخيرة، التي عاناها النادي المكناسي في قسم الهواة. كان لا بد من إعادة هيكلة إدارة النادي والاشتغال التام في وضوح، من أجل استرجاع ثقة الجهات المانحة، وهو ما نجحنا فيه بعد مساهمتها المالية في تحقيق الصعود إلى القسم الأول، إضافة إلى الانسجام التام بين جميع أعضاء المكتب المسير، الذي ساهم بدوره في التغلب على العديد من الصعوبات. كما لا تفوتني الفرصة دون التذكير بعامل آخر كان وراء صحوة الفريق، ويتعلق الأمر بفرض النظام والانضباط داخل المجموعة، وكذلك تأهيل المركز الرياضي، الذي يؤوي عددا من اللاعبين، ما حد من حالة التسيب، التي كانت سائدة في ما مضى. هل هناك عوامل أخرى وراء التألق؟ طبعا، لقد حرصنا على حماية محيط النادي المكناسي، من خلال إبعاد كل من ليست صفة للاقتراب من اللاعبين أو المدرب، كما اعتمدنا على الحكامة في التسيير، وعدم المبالغة في صرف مبالغ كبيرة في صفقات اللاعبين، إضافة إلى عامل آخر لا يقل أهمية، وهو وضعنا قطيعة تامة في تداخل الاختصاصات، من بينها حماية المدرب عزالدين الدنيبي، وعدم التدخل في اختياراته، وأكثر من ذلك منحناه صلاحية اتخاذ ما يراه مناسبا دون تدخل من أي جهة. ماذا عن المساعدات المالية، ألم تساهم بدورها في تحقيق الصعود؟ قمت بالعديد من التضحيات من أجل توفير السيولة المالية ل»الكوديم»، إلى جانب باقي أعضاء المكتب المسير، كما أن شفافية تدبيرنا لأمور النادي لقيت تجاوبا كبيرا من قبل الجهات المانحة، من خلال دعم الكوديم الموسم الماضي، ماليا ومعنويا، وعلى رأسهم عامل الإقليم، عبد الغني الصبار، الذي لم يبخل علينا في السراء والضراء. وأستغل هذه الفرصة لأعبر له عن امتناني الكبير لما بذله ل»الكوديم»، وأريد أن أوضح أن هناك من فهم تصريحاتي الأخيرة على نحو خاطئ، حين قلت إنني لم أتلق الدعم من أي جهة، والحال خانني التعبير حينها بسبب ما تعرضت له من ضغوطات نفسية رهيبة. والآن أجدد تأكيدي، كما صرحت بذلك مرارا، أن عامل الإقليم ساهم بشكل كبير في إعادة «الكوديم» إلى مكانته الطبيعية، تماشيا مع رؤية وإستراتيجية صاحب الجلالة، الهادفة إلى الرقي بالممارسة الرياضية، ناهيك عن انخراط رؤساء الجهات المانحة، ضمنهم عبد الواحد الأنصاري، رئيس جهة فاس مكناس، وهشام القائد، رئيس مجلس عمالة مكناس، وجواد بحاجي، رئيس المجلس البلدي، وفؤاد رؤوف، رئيس جماعة المشور الستينية، ومحمد بلماحي، رئيس المجلس الإداري للنادي المكناسي، إضافة إلى عدد من الأشخاص المعنويين والمحبين، في مقدمتهم نضال لحلو، ومحمد القندوسي والعربي العرايشي، وآخرون. ألم يكن من الأجدر الاحتفاظ بالمدرب الدنيبي بعد تحقيق الصعود؟ لم أتخذ قرار الانفصال عن المدرب عز الدين الدنيبي بمفردي، بل كان هناك تشاور مع جميع أعضاء المكتب المسير، وبعض المنخرطين، الذين لديهم إلمام كبير بالتسيير، وكذلك بتنسيق مع المدير الرياضي عبد الحي لاميني، إذ اتضح أنه ينبغي تعيين مدرب يملك الخبرة الكافية في التدريب بالقسم الأول، سيما أننا نفتقد بدورنا لهذه الخبرة، كما أننا لم نكن نتوفر على لاعبين يتمتعون بتجربة القسم الأول. لهذه الأسباب ارتأينا أن نتفادى المغامرة بمدرب طموح حقق معنا نتائج إيجابية في القسم الثاني، ولم نكن نرغب في الزج به في تجربة ربما تنعكس سلبا علينا سويا. ما سبب فشل التعاقد مع المدرب عبوب؟ اتفقنا مع المدرب زكرياء عبوب على جميع التفاصيل وأعطى موافقته النهائية، لكنه كان يماطل في توقيع العقد رسميا، ووفقا للاتفاق، وربما كان يفاوض فريقا آخر، لهذا قررنا البحث عن مدرب آخر يسهر معنا على عملية الانتدابات. ما هي المعايير المعتمدة في اختيار المدرب التونسي بن سلطان؟ أظن أن المدرب التونسي عبد الحي بن سلطان يملك من الخبرة المهنية ما تؤهله لتحقيق نتائج إيجابية مع النادي المكناسي، إذ أشرف على عدة فرق عربية، قبل أن يحل الرحال بالمغرب الفاسي، الذي احتل معه المركز الرابع في تجربته الأولى، قبل أن يقوده إلى التأهل إلى نصف نهائي كأس العرش الموسم الماضي، كما أن معرفته المسبقة بالبطولة ولاعبيها كانت وراء التعاقد معه، إضافة إلى الحماس الكبير الذي أبداه لتدريب «الكوديم» الموسم المقبل. ألا تخشى أن يقال إنك تخليت عن الفريق؟ الإمكانيات المالية تلعب دورا كبيرا في ازدهار أي فريق، وأحد العوامل الأساسية في تجاوز كل الصعوبات، لهذا لا يمكنني أن أخذل الجماهير، وأعدهم بالنتائج، في وقت لا يتوفر فيه النادي على ما يكفي لمواجهة أندية تصرف الملايير في الانتدابات، كما أن هناك عاملا آخر يجبرني على الرحيل، وهو حملة التشويش التي تعرضت لها منذ ستة أشهر، بغرض إزاحتي من منصبي رئيسا ل»الكوديم»، لذا قلت في نفسي كفى من التسيير، حتى لا تؤثر الصراعات الشخصية على أداء الفريق. وأريد أن أوضح شيئا في غاية الأهمية، وهو أنني لست منتميا سياسيا ولا أرغب في ذلك مستقبلا، كما أنني أدعو إلى إبعاد السياسة عن كل ما هو رياضي، تجنبا للتطاحنات والصراعات الحزبية الضيقة. ماذا ينقص «الكوديم» للحفاظ على مكانته بالقسم الأول؟ يلزمه تكوين مكتب مسير ورئيس جديد في أسرع وقت ممكن، حتى يتغلب على المشاكل المالية التي يمكن أن تعترض النادي المكناسي في القسم الأول. وإذا ما توفرت السيولة المالية في حينها، فإن المكتب المسير المقبل سيكون قادرا على تدبير أموره، خصوصا بعد التوصل بمبلغ 500 مليون سنتيم من الجهات المانحة قبل بداية الموسم الكروي، موزعة كالتالي: 200 مليون من جهة فاس مكناس، و200 مليون من الجامعة، و100 مليون من المجلس البلدي. وأظن أن هذا المبلغ كفيل بضمان انطلاقة جيدة للنادي المكناسي في بطولة الموسم المقبل. ألا ترى أن المدرب لا يمكنه فعل أي شيء في غياب انتدابات وازنة؟ طبعا، وهو ما قمنا به من خلال التعاقد مع عدد من اللاعبين في مرحلة الانتقالات الصيفية، في انتظار التعاقد مع آخرين، لإيماننا أن «الكوديم» يحتاج إلى لاعبين يصلحون للقسم الأول، أي يتمتعون بالتجربة الكافية للرقي بمستوى الفريق، علما أن عددا من اللاعبين الحاليين أنهوا عقدوهم، ما يتطلب تعويضهم بلاعبين وازنين. شخصيا كنت وراء التعاقد مع ثلاثة لاعبين، قبل 10 يوليوز الماضي، وهو التاريخ الذي قررت فيه منح صلاحية الانتدابات للجنة مكونة من أعضاء المكتب المسير، والمدير الرياضي عبد الحي لاميني. أما اللاعبون الذين جلبتهم، فهم محمد الرضواني ومعاد كولوس من المغرب التطواني وياسين جبيرة من اتحاد تواركة. ما هي الأسباب الحقيقية وراء تهديدك بالاستقالة؟ أظن أنه حان الوقت للابتعاد عن النادي المكناسي حتى يتولى شخص آخر تسييره في الفترة المقبلة، فلم يعد لدي ما أقدمه لهذا النادي، الذي تنتظره عدة تحديات من أجل الحفاظ على مكانته بالقسم الأول، لهذا لا أريد أن أبيع الوهم لجماهيره العريضة، لأن «الكوديم» يحتاج إلى سيولة مالية كبيرة من أجل تدبير أموره في قسم الأضواء، وربما لن أجد حلولا آنية لتسويتها في حينها، لهذا قررت تقديم استقالتي رسميا في الجمع العام المقبل في 25 يوليوز الجاري. أجرى الحوار: عيسى الكامحي في سطور الاسم الكامل: خالد تعرابت تاريخ الميلاد: 24 /08/ 1974 الصفة: رئيس النادي المكناسي المهنة: مقاول الحالة العائلية: متزوج وأب لصوفيا وكنزة الشهادة: مهندس دولة في الهندسة المدنية

تعرابت: حان وقت الرحيل

رئيس النادي المكناسي قال إن السيولة المالية والانتدابات ستبقي الفريق بالقسم الأول

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قالوا

شحتان يجمع عمالقة الفن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات