دورة رابعة لمهرجان يحتفي برقصة تراثية من عمق سوس تحتضن تارودانت الدورة الرابعة من مهرجان "تاسكوين" تحت شعار"تاسكوين دعامة وتحصين للهوية وصون للذاكرة" خلال الفترة الممتدة من 28 إلى 30 يونيو الجاري، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل. وتعتبر رقصة "تاسكوين" شكلا فريدا من الرقص الممزوج بالغناء، يمارسه الرجال في منطقة الأطلس الكبير الغربي، وتحمل دلالات حربية عميقة ترتبط بملاحم البطولة والشجاعة، كما تعكس قيم التماسك والتضامن داخل القبيلة. وقد نالت هذه الرقصة التراثية الأصيلة، اعترافاً من منظمة اليونسكو، باعتبارها إرثاً ثقافياً إنسانياً لامادياً. ويُعد مهرجان تاسكوين بتارودانت، الذي يحظى باهتمام خاص من الوزارة، مناسبة سانحة للتأكيد على أهمية الجهود المبذولة في احترام التزامات المغرب الدولية في مجال حماية وصون هذا الموروث الثقافي الغني. كما يسعى المهرجان إلى ترسيخ تقاليد فنية تساهم في تثمين القيم الإبداعية، وتعزيز الوعي بالأصالة، وتكريس الأبعاد الدلالية والرمزية للتراث الثقافي قاسما مشتركا بين الأجيال. وستشهد الدورة الرابعة من المهرجان لحظات مميزة، حيث سيتم تكريم ثلاثة مبدعين في فن "تاسكوين" تقديرا لجهودهم في ربط هذا الموروث بين الماضي والحاضر. كما ستنظم محاضرة بعنوان "تاسكوين رقصة مغربية أصيلة بين الأمس واليوم"، إضافة إلى معرض إثنوغرافي للأواني والآلات العتيقة المرتبطة بهذا الفن التراثي. تجدر الإشارة إلى أن رقصة "تاسكوين" تتطلب مشاركة عشرين رجلا فما فوق، وتستلزم ثلاثة بنادير (تاللونت)، ومزامير (تالعوادت)، بالإضافة إلى دف صغير على شكل كوب (أكوال) يمسكه كل راقص. ويرتدي الراقصون ثيابا بيضاء (فوقية)، وعمامة بيضاء، وحزاماً مطرزاً، وخنجرا في غمده، ويمثل مهرجان تاسكوين بتارودانت فرصة مهمة للاحتفاء بإرث ثقافي أصيل، والتأكيد على أهمية صونه وحمايته من عوامل التشويه والاندثار، خاصة في ظل تحديات العولمة والتغيرات المتسارعة التي قد تهدد الممارسات التراثية التقليدية، ومن خلال مثل هذه المهرجانات، تؤكد وزارة الثقافة على التزامها بالحفاظ على الهوية الثقافية المغربية الأصيلة، وترسيخ قيم الانتماء والفخر بالتراث الغني لهذا البلد العريق. عبد الجليل شاهي (أكادير)