حداد:سنجتمع مع المهنيين لتدارس انعكاسات الوضع في فرنسا على الحجوزات ألقت الأحداث الأخيرة بفرنسا بظلالها على السياحة بالمغرب، إذ عبر مهنيون عن تخوفاتهم من الانعكاسات السلبية المرتقبة على القطاع ، إثر الهجوم الذي تعرضت له الأسبوعية الساخرة «شارلي إيبدو»، وما صاحب ذلك من تنامي الشعارات المعادية للإسلام والمسلمين بفرنسا. وأكد الفاعلون في القطاع أنهم سجلوا، منذ أكتوبر الماضي، تراجعا في توافد السياح الفرنسيين، بعدما وضعت الخارجية الفرنسية المغرب ضمن الدول التي يجب على مواطنيها توخي الحذر فيها، إذ تراوحت نسب التراجع في وفود السياح الفرنسيين بين 10 في المائة و35 في المائة، حسب العروض وفئات السياح. وفي هذا الإطار، أكد لحسن حداد، وزير السياحة، في تصريح لـ»الصباح»، أنه بالفعل سجل تراجع في وفود السياح الفرنسيين، خاصة بعد تحذيرات الخارجية الفرنسية، مضيفا أنه يتفهم تخوفات المهنيين. وأشار، في هذا الصدد، إلى أنه لم تتوفر كل المعطيات، إلى حد الآن، من أجل تحديد انعكاسات الأحداث التي عرفتها فرنسا أخيرا من أجل تقييم الوضع بشكل دقيق، موضحا أن الوزارة ستجتمع مع الفاعلين في القطاع من أجل تدارس انعكاسات الوضع في فرنسا على الحجوزات، كما سيتم الاجتماع مع مروجي الرحلات من أجل التعرف على الوضع عن كثب، من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية للتقليص من أي انعكاسات محتملة. في السياق ذاته، خصص المكتب الوطني المغربي للسياحة ميزانية للترويج بقيمة 80 مليون درهم، كما تمت تعبئة كافة تمثيليات المكتب بالخارج من أجل الترويج للمنتوج المغربي والتركيز على الأسواق التقليدية. ويمثل السياح الفرنسيون حوالي 40 في المائة من الوفود السياحية على مراكش، التي تعتبر المؤشر الحقيقي لوضعية القطاع السياحي بالمغرب. ومن المنتظر أن يتم تنظيم حملات ترويجية بشراكة بين المهنيين والمكتب من أجل تبديد أي مخاوف، خاصة في الأسواق التقليدية مثل السوق الفرنسي. من جهة أخرى، أكد المهنيون غياب رؤية واضحة في ما يتعلق بأداء القطاع، خلال ثلاثة أشهر الأولى من السنة الماضية، علما أن الفترة الممتدة بين يناير ومارس، تعتبر فترة يقل فيها الطلب، لكن يتخوف الفاعلون السياحيون أن تؤثر الأحداث بفرنسا بشكل أكثر حدة مما يتوقعه المهنيون. ويتوقع، حسب تقديرات الفاعلين في القطاع، أن تتراجع نسبة الملء بناقص 5 في المائة في أحسن الظروف، في حين يمكن أن يتأثر القطاع بشكل ملحوظ بفعل تراجع كبير في وفود السياح الفرنسيين الذين يمثلون نسبة كبيرة في العدد الإجمالي للسياح الذين يزورون المغرب. وتجدر الإشارة، في هذا الصدد، إلى أن الأمر ما يزال حاليا في طور التوقعات، إذ لا يمكن تحديد الانعكاسات سوى في أفق الأشهر المقبلة، لكن مخاوف المهنيين تظل مشروعة، بالنظر إلى التراجع الذي سجل في عدد السياح الأجانب الذين زاروا المغرب بعد تحذيرات الخارجية الفرنسية. عبد الواحد كنفاوي