اجتماع عاصف للمكتب السياسي حول «ريع الدراسات والأبحاث» ورط إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أحزاب المعارضة في ما أسماه "مبادرة ملتمس الرقابة على الحكومة"، بعدما خصص حيزا كبيرا للحديث عنها في بلاغ المكتب السياسي. ونفت مصادر مطلعة من أحزاب المعارضة (التقدم والاشتراكية والحركة الشعبية والعدالة والتنمية)، في اتصال مع "الصباح"، اتفاقها مع إدريس لشكر على تقديم ملتمس الرقابة ضد الحكومة، مشيرة إلى أن "شروط تقديم هذه المبادرة لم تتوفر بعد، وأن كل ما يقال بشأنها يظل سابقا لأوانه"، موضحة أن "قادة أحزاب المعارضة الثلاثة يشعرون بحرج شديد من تعمد لشكر إقحامهم في الموضوع دون الرجوع إليهم، وجعلهم مجرد تابعين". وأكدت المصادر ذاتها غياب أي اجتماع لقادة المعارضة بشكل رسمي، وأن آخر لقاءاتهم تمت أثناء حضورهم ضيوفا بندوة نظمها حزب الحركة الشعبية، وعلى هامش اللقاء تحدث لشكر عن مبادرة ملتمس الرقابة، في حين كان باقي قادة الأحزاب يستمعون فقط. وقالت المصادر ذاتها إنه "لا يمكن أن يطلق حزب ما مبادرة ويروج لها في أنشطته الخاصة ويصدر بيانا في موضوعها، ويطلب منا أن نلتحق بها"، مشددة "أن الترويج لهذه المغالطة السياسية أحدث ارتباكا في التعامل مع عدم جدية التزام لشكر بالتريث إلى حين الاتفاق الفعلي، الذي لن يصدر إلا من قادة الأحزاب مجتمعين". وفي سياق آخر، قال مصدر من المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، إن اجتماع المكتب لم يناقش قضية ملتمس الرقابة، وإن الأعضاء اكتفوا بالاستماع للأمر من خلال الكلمة التقديمية للكاتب الأول، والتي أعلن فيها اتفاقه مع نبيل بنعبد الله، الأمين العام للتقدم والاشتراكية، ومحمد أوزين، الأمين العام للحركة الشعبية، حول تقديم ملتمس الرقابة مباشرة بعد انطلاق الدورة الربيعية، علما أن بلاغ المكتب السياسي للحزب أكد استمرار اللقاءات مع مكونات المعارضة البرلمانية من جهة، ومن جهة ثانية، تطوير العمل المشترك مع حزب التقدم والاشتراكية، والذي استطاع في ظرف زمني قياسي أن يُموقع المعارضة في قلب المشهد السياسي وما يعرفه من مبادرات مصيرية تهم المجتمع والأسرة والدولة الاجتماعية، حسب قول المصدر نفسه. وفي السياق نفسه، تحدث المصدر نفسه عما أسماه "الغليان" في اجتماع المكتب السياسي، بسبب ما أطلق عليه اسم "ريع الدراسات والأبحاث"، موضحا أن الاجتماع، الذي حضره حوالي 35 عضوا من أصل 53، شهد انقساما بين تيارين، الأول يقوده برلمانيو الحزب، الذي يدعمون إدريس لشكر وتبريراته بخصوص الاستفادة من الدعم. وأوضح المصدر ذاته أن الاجتماع شهد لحظات عصيبة، خاصة حينما فقد لشكر أعصابه، إلى درجة منع أمين المال من إبداء وجهة نظره في الموضوع، إضافة إلى ملاسنات مع يونس مجاهد، الذي طلب توضيحات حول كيفية توزيع أموال الدعم العمومي المخصصة للدراسات، في حين نفى آخرون علمهم بالموضوع. خالد العطاوي