عاصفة رعدية مصحوبة بالأمطار فضحت الطرق ومجاري الواد الحار فضحت التساقطات المطرية التي عرفتها آسفي، أول أمس (الأحد)، البنية التحتية للمدينة، بعد أن غمرت المياه المنازل والمحلات التجارية واختنقت بالوعات الصرف الصحي، وتضررت العديد من المحلات التجارية، وأتلفت الأمطار سلع العديد من التجار، الذين استسلموا للأمر الواقع.. الفيضانات همت العديد من أحياء المدينة وشوارعها، وتسببت في قطع الطرق، وإلحاق خسائر مادية بمنشآت صناعية، كما كشفت الأمطار الرعدية التي همّت مدينة آسفي، وشملت العديد من المناطق المجاورة بالإقليم، ضعف البنية التحتية التي وصفها العديد من المواطنين بالمهترئة.. إنجاز: محمد العوال (آسفي) تحول الأمل في سقوط زخات مطرية تنكس مخلفات حاويات الأزبال وركام الأتربة، وتنعش آمال الفلاحين البسطاء، ممن يعيشون على الفلاحة البورية، إلى ألم.. واختار العديد من المواطنين، مواجهة الأمر الواقع، واستعانوا بأدوات بدائية لمواجهة زحف أمطار على بنية تحتية مهترئة!! صوت رعد ووميض برق شهدت آسفي، ابتداء من الساعة التاسعة من صباح يوم أول أمس (الأحد)، عواصف رعدية مصحوبة بأمطار قوية، استطاعت ان تنزع النوم من جفون البعض، في يوم عطلة نهاية الأسبوع في رمضان.. وتعتبر هذه العاصفة الرعدية الأولى التي تضرب آسفي بغتة، بعد أزيد من ست سنوات، إذ ساد الارتباك في صفوف العديد من المواطنين، ممن استقت «الصباح" آراءهم. "كنت نائمة، عندما سمعت صوت رعد قوي، إذ استفقت مذعورة رفقة أفراد أسرتي، وهرعت مباشرة إلى خارج المنزل، لأنني لم أتمكن في أول الأمر من معرفة ماذا حدث"، تقول سعيدة، التي تقطن اعزيب الدرعي. أما حسن، فاعتقد في الوهلة الأولى أن الأمر يتعلق بزلزال، سيما أن الرعد الذي صاحبه وميض البرق، تسبب في ارتجاج النوافذ واهتزاز الجدران وإطلاق السيارات الرابضة في المرأب الأرضي لصافراتها، بإقامة عائشة بالمدينة الجديدة (البلاطو) بالقرب من المحكمة الابتدائية. كما تسببت العاصفة الرعدية ووميض البرق، في انقطاع التيار الكهربائي. وفي هذا الصدد يقول ميلود عطوف (أستاذ الجغرافيا)، في تفسيره لهذه الظاهرة، إنها ناتجة عن عودة الكتل الهوائية الباردة جدا إلى الأجواء العليا، والتي تؤثر بدورها على الأجواء السفلى، ما أدى إلى تصاعد الكتل الساخنة نسبيا من السفلى إلى العليا، شحن السحب بالأيونات الموجبة، لتستقر الأيونات السالبة على الأرض أو العكس، ما يُؤذِن بإطلاق شحنات كهربائية ما بين السحب والأرض"، يقول المتحدث ذاته. أمطار تغرق المدينة كانت ساعة ونصف تقريبا من التساقطات المطرية مدة قادرة على إغراق المدينة، والتسبب في توقف حركة السير بين دروبها وأزقتها، في حين تأخرت فرق التدخل التابعة للجماعة الترابية، لأنها غارقة هي الأخرى في وحل صراع المنتخبين، في الوقت الذي لم تلق نداءات العديد من المواطنين، الموجهة للوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بإقليم آسفي، أي صدى، تحت ذريعة الضغط الذي عاشته الوكالة، نتيجة العديد من التدخلات بمختلف الأحياء. فبحي إجنان، وقف صيدلي، مذهولا أمام هول الخسائر المادية التي لحقت بصيدليته بعدما غمرتها المياه، وألحقت ضررا بالعديد من الأجهزة شبه الطبية وكذا الأدوية. ولم يكن الصيدلي وحده الذي تضررت صيدليته، بل العديد من أصحاب المحلات التجارية غمرت محلاتهم المياه وحولتها إلى برك. أما عائشة، ذات 53 سنة، التي تقطن بحي كاوكي، فقد غمرت مياه الصرف الصحي منزلها وحولته إلى بركة آسنة. حاولت عائشة مواجهة الأمر بمساعدة العديد من جيرانها وشباب الحي الذين تطوعوا لنجدتها، بعدما اختنقت بالوعة الصرف الصحي، وانفجرت داخل مرحاض منزلها، وغمرت مياهه مختلف أركان البيت، "هذا قدرنا في هذه المدينة، نطلب من الله أن ينزل الغيث، ونسأله أن يلطف بنا من هذه الكوارث"، تقول عائشة. وغمرت المياه دورا سكنية بالمدينة القديمة وتراب الصيني وفيلات السي عباس ودار بوعودك وقرية الشمس وملوكي، وغيرها من الأحياء، كما غمرت المياه أسواقا يومية للباعة الجائلين كشفت الأمطار الأخيرة أنها شيدت بطرق عشوائية وفي غياب دراسات تقنية مضبوطة. خسائر في منشآت صناعية تسببت العاصفة الرعدية والأمطار التي ضربت آسفي أول أمس، في إلحاق خسائر في منشآت صناعية بالمركبات الكيماوية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، بعدما تضرر مولد كهربائي به. واستنادا لمعطيات دقيقة حصلت عليها "الصباح"، فإن اجتماعات عقدت بالمركب الكيماوي لآسفي، حضرها أحمد نهرو، المدير العام لوحدة الأعمال والتصنيع بالمجمع الشريف للفوسفاط، أشرت على انطلاق أشغال الصيانة. بالمقابل، ساد التخوف وسط سكان آسفي، من انقطاع الماء الصالح للشرب بآسفي، بعد بلاغ الوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، التي أكدت من خلاله أن شبكة الماء الصالح للشرب، ستعرف اضطرابا في التوزيع قد يصل أحيانا إلى حد الانقطاع، وذلك نتيجة "العطب الفني لمنشآت الضخ بمحطة تحلية مياه البحر بسبب تأثير قوة العواصف الرعدية". بيد أن مصدرا مطلعا أكد لـ "الصباح"، أن الوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، لا تجيد تدبير التواصل مع السكان بخصوص أزمة الماء، موضحا أن تزامن بلاغها مع حادث تضرر محول المركب الكيماوي بآسفي، جعل الاعتقاد ينصرف إلى أن المحول المتضرر هو محطة تزويد السكان بالماء الشروب، في حين أن الأمر يتعلق بعطل فني لا يتطلب إصلاحه سوى ساعات قليلة. وأضاف المصدر نفسه، أن أزمة الماء بآسفي، سببها ضعف سعة تخزين المياه في محطة التحلية.